أمر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
بعد بزوغ دعوته
قد اهتدينا بهدى القرآن وساقتنا الأدلّة إلى القول بأنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان قبل البعثة اُمياً لا يقرأ ولا يكتب ولم يسجل التاريخ له صلىاللهعليهوآلهوسلم في ذلك العهد قراءة لوح أو كتباة صحيفة ، ولم يكن ذلك اختلافاً تواطأ عليه المسلمون لهدف خاص كما حسبه الدكتور في مقاله (١) بل كان تقريراً للواقع وقد قابلنا التفكير السطحي الخاطئ بالرد والنقد.
غير أنّنا طلباً لوضوح الحقيقة ، واكمالاً للبحث ، نردف المقال بالبحث عن وضع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد بزوغ دعوته وبعثته إلى الناس ، وأنّه هل بقي على ما كان عليه من الاُمية ، لنفس المصلحة التي اُوجبت اُميته قبل أن يبعث إلى هداية الناس ، أو لم يبق عليه ، بل كشف الحجاب عن ضميره الحي وعقله الواعي ، وقلبه الواسع ، عندما بزغت دعوته وبعث رسولاً إلى الناس ولا يمكن القضاء البات إلاّ بعد الوقوف على ما ذكره الفطاحل من رواة الحديث وأعلام التفسير.
وقد اختار ثلة جليلة من المحققين القول الثاني أنّ تمكن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم باذنه سبحانه
__________________
(١) زعم الدكتور في مقاله أنّ اُمية النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فكرة حديثة بين المسلمين ، لصيانة القرآن عن التحريف وحفظه عن حدوث الزيادة والنقيصة عليه من جانب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فإنّ الاُمي يعكس كل ما اُلقي عليه بلا تغيير وتحريف ، ولا يقدر على تحويره بخلاف غيره ، فانظر ما أجرأ هذا الرجل على تحريف الكلم عن مواضعه.