وصحيفة جسمانية بل كان لوحاً برزخياً ، ومن قدر على قراءة نقوش ذاك اللوح وحروفه وجمله يقدر على قراءة ما كتب في الألواح والصحائف المادية ، ولكنّك قد وقفت على إرسال الرواية وأنّ الحديث غير موصول بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلاّ من ناحيتها.
بقيت في المقام روايات ضعاف ومراسيل ، نقله بعض المتأخرين ، ولا يمكن الاستدلال بها في مثل هذه المسألة ، ودونك ما نقلوه :
قال القاضي الحافظ أبو الفضل بن عياض بن موسى بن عياض : انّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان لا يكتب ، ولكنّه اُوتي علم كل شيء حتى قد وردت آثار بمعرفته بالخط وحسن تصويرها ، كقوله لا تمدوا بسم الله الرحمن الرحيم (١) رواه ابن شعبان (٢) من طريق ابن عباس ، وقوله في الحديث الآخر الذي يروى عن معاوية أنّه كان يكتب بين يديه صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال له : الق الدواة (٣) وحرف القلم (٤) وأقم الباء (٥) وفرق السين (٦) إلى آخر ما نقله ... (٧) والمظنون أنّ الحديث من ولائد النزعات الباطلة تزلّفاً للاُمويين.
لا بأس بإكمال البحث بما وصل إلينا من الروايات من أئمّة أهل البيت مع ترجمة رجال اسنادها وتوضيح مضامينها على وجه الاجمال وقد نقل المجلسي منها كثيراً في بحاره في الباب السادس من الجزء السادس عشر المختص بحياة نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم (٨).
__________________
(١) قال القارئ في شرحه : أي مد سينه من غير تبيّن روى الدارمي عن زيد بن السن إذا كتبت فبيّن السين.
(٢) هو أبو إسحاق العصري المالكي له ترجمة في الميزان مات سنة خمسة وستين وثلاثمائة.
(٣) أمر من الاق الدواة إذا جعل لها ليقة وأصلح لها مدادها.
(٤) أي اجعل شقه الأيمن أزيد من الطرف الآخر قليلاً لأنّه أسرع في الكتابة وأبدع في اللطافة.
(٥) أي طولها.
(٦) أسنانها.
(٧) راجع فتح الباري ج ٩ ص ٤٤ ، شرح الشفاء ج ١ ص ٧٢٦ ـ ٧٢٧.
(٨) بحار الأنوار ج ١٦ ص ١٣١ ـ ١٣٥.