قال المحقق التستري : « إن أردت أن تقف على صحة ما قاله النجاشي والغضائري في حق الرجل فراجع باب « فضل إنّا أنزلناه » من الكافي تجد صحة كلامهما فترى أنّه روى في ذاك الباب تسعة أخبار بسند واحد كلها عن الحسن بن عباس بن الحريش عن الجواد عليهالسلام فلفظها فاسد ومعناها كاسد وهكذا راجع تفسير القمي في أول سورة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم (١).
ثم نقل بعض أحاديثه ، ونقده نقداً نزيهاً.
قد أصبحت اُمّية النبي الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل أن يختاره الله لإبلاغ رسالته أمراً واضحاً كوضوح شمس الضحى ، لا يشك فيها ذو مسكة ومن له أدنى إلمام بتاريخ الجزيرة وحياة الاُمّة العربية ، العائشة فيها وأمّا حديثها بعد البعثة فالامعان في ما نقلناه من حديث بدء الرسالة والصحيحين المرويين عن الإمام الصادق عليهالسلام يعطي أنّه كان يقرأ ولا يكتب ، فلو جاز الركون في مثل المقام إلى هذه النقول المروية بصورة الآحاد من الأخبار ، فنحكم بمفادها ، وإلاّ فالحكم ببقائه على ما كان عليه من الاُمّية قبل البعثة أوثق وأسد ، ويؤيد الأخير ما نقلناه في قصة الحديبية في بعض صورها التي عرفناك ، والتعليل الوارد في الآية الكريمة أعني قوله سبحانه : ( إِذًا لاَّرْتَابَ المُبْطِلُونَ ) خصوصاً لو كان مراد القائل تظاهره صلىاللهعليهوآلهوسلم بصناعة القراءة والكتابة على أظهر الناس ، ورؤوس الأشهاد ، فإنّه يجر الشك إلى ما قبل الرسالة كما لا يخفى.
بالرغم من شهادة تاريخ الحجاز في الدور الجاهلي ، ومحيطه البدوي على اُمّية النبي وعشيرته وأقربائه ، نجد مغالطات وتشكيكات أثارتها قساوسة الغرب حول
__________________
(١) قاموس الرجال ج ٣ ص ١٨٢ ـ ١٨٣ ، راجع تنقيح المقال ج ١ ص ٢٨٦.