علم الغيب
في
الكتاب العزيز
أظنّك أيّها القارئ الكريم في غنى عن بيان معنى « الغيب » ومفاده ، لغةً وعرفاً ، فإنّ للغيب « أصلاً صحيحاً يدل على تستر الشيء عن العيون ، ثم يقاس من ذلك الغيب ما غاب ، ممّا لا يعلمه إلاّ الله ».
« ويقال : غابت الشمس تغيب غيبة وغيوباً وغيباً. وغاب الرجل عن بلده. وأغابت المرأة فهي مغيبة ، إذا غاب بعلها ، ووقعنا في غيبة وغيابة أي هبطة من الأرض يغاب فيها. قال الله تعالى في قصة يوسف عليهالسلام : ( وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الجُبِّ ) والغابة : الاجمة والجمع غابات وغاب ، وسمّيت لأنّه يغاب فيها » (١).
وقال الراغب : « الغيب مصدر غابت الشمس وغيرها إذا استترت عن العين يقال : غاب عن كذا ، قال تعالى : ( أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ) واستعمل في كل غائب عن
__________________
(١) مقاييس اللغة ج ٤ ص ٤٠٣.