عالمية الإسلام
على
ضوء القرآن الكريم
الحديث عن دعوة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم متعددة الجوانب ، واسع الأبعاد ، بعيد الأغوار ، وبالرغم من سعة مجالات القول ، وجوانب البحث فيها ، فانّنا نحاول بهذه النظرة الثاقبة الفاحصة ، أن نتحدث عن ناحية خاصة لدعوة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وأنّها دعوة عالمية لا إقليمية ، وهي من أبرز الخطوط التي يستهدفها القرآن بشأن دعوته ورسالته.
نحن في رحاب القرآن الكريم ، نسمع نداءه العالمي ، وإن فصلتنا عنه حقب بعيدة من الزمان ، ونعي صراحته ومجاهرته : بأنّ الإسلام عقيدة لا ينفرد بها شعب أو مجتمع بعينه ، ولا يختص ببلد ، أو بلاد معينة ، بل هو دين ذو قوانين تسري على الأفراد على اختلافهم : في العنصر ، والوطن ، واللسان ، ولا يفترض لنفوذه حاجزاً بين بني الانسان ، ولا يعترف بأية فواصل وتحديدات جنسية ، أو اقليمية.
فهذا تاريخ دعوته ، وسيرته في نشر دينه ، نتطلّع إليه بشوق ولهفة ، حيث يبدد الدياجير من أمام أبصارنا ، وبصيرتنا ، ويقرّب لنا الواقع دونما تكلّف ، أو اصطناع.