تساؤلات
حول علم النبي بالغيب
إنّ علمه سبحانه بالأشياء وإن كان مطلقاً ومرسلاً غير محدود وذاتياً له غير مفاض ، على ما دلّت عليه البراهين الكلامية والفلسفية إلاّ أنّ ذلك لا يصحح حمل الآيات على هذه المعاني البعيدة عن مستوى الافهام ، وكون علمه سبحانه عين ذاته وعلم غيره زائداً عليها أمر معلوم من الخارج ، ولا يكون مثل هذا العلم كقرينة على تفسير ما دلّ على اختصاص العلم بالغيب له سبحانه ، فكيف تحمل هذه الآيات على العلم الذاتي ، المحيط بكل شيء ، المرسل عن كل شيء ؟!
الجواب : انّ من لاحظ سياق الآيات والقرائن الحافة بها ، وسبر التاريخ والحديث يقف على أنّ المتبادر من « العلم بالغيب » في عصر الرسالة وبعده كان هو العلم الذاتي لا العرضي ولأجل ذلك كان الأئمة من أهل البيت مع ما اُخبروا من المغيبات ما لا يحصى يتحاشون عن توصيفهم بأنّهم عالمون بالغيب ناسبين علومهم ومعارفهم وما يخبرون به من ملاحم وأحداث وفتن ، إلى التعلّم من ذي علم (١) والوراثة من الرسول (٢) ويصف هشام بن الحكم الإمام الصادق وهو من أكابر أصحابه ، بأنّه يخبرنا بأخبار
__________________
(١) نهج البلاغة خطبة ١٢٤ وسيوافيك لفظ الإمام.
(٢) كما في الحديث عن الإمام الطاهر موسى الكاظم عليهالسلام وسيوافيك لفظه.