تورث الظن أو العلم بأوضاعها.
انّ الطبيب ربّما يحدس أو يخبر على سبيل القطع عن حال مريضه ، وأنّ الموت سوف ينشب أظفاره في وقت كذا ، ويصيب في اخباره هذا ، فكما أنّ هذا النحو من العلم لاستناده إلى الامارات والعلائم والأدوات الطبية ، المورثة للظن أو العلم ، خارج عن مفاد الآية ، فهكذا ما يستند إليه الانسان في كشف المغيبات من الوسائل والاختبارات.
ولأجل ذلك نرى النبي والخلفاء من بعده ، تنبّأوا بمستقبل أحوالهم ، وما يحل بهم من نعمة ونقمة وعن زمان موتهم ومكانه.
وقد رأينا بعض المخلصين من عباده ، تنبّأوا بزمان موتهم ومكانه ، وما يحل بهم من أزمة وأزمات ونقل ذلك أيضاً عن كثير من الصلحاء ، فكيف يمكن القول بأنّه سبحانه استأثر بهذه الاُمور ، أو ما أخبر يوسف عما يكسبه صاحباه غداً فقال : ( أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ ) ( يوسف ـ ٤١ ) وأي فرق بين العلم بما يكسبه الانسان نفسه وما يكسبه الغير.
وما ربّما يقال : من تخصيص ظاهر الآية بما ثبت من تنبؤ بعض المعصومين بما يحل بهم ومكان موتهم وزمانه لا طائل تحته ، فإنّ لازم هذا التخصيص هو طرح تلكم الروايات لا تخصيصها لأنّه عندئذ ينتقض الاختصاص ولا يصدق الاستئثار أبداً فإنّ الاستئثار يتوقف على كتمان العلم بها عن كل أحد إلى يوم القيامة.
أضف إلى ذلك : أنّ من الممكن القريب أن تصبح الوسائل العلمية دقيقة فنطلع على مواقع نزول المطر ونعرف الجنين أهو ذكر أو اُنثى.
اعتمد المشهور في تفسير الآية على روايات لم يصح أكثرها ولم تثبت صحة اسنادها ودونك بيان ما وقفنا عليه :