الخلافة من العباسيين ، وقام بالبيعة له بمكة كما مات أبوه الربيّع بن يونس الحاجب ، وأسرع بإرسال الخبر إليه ، فوصل إليه الخبر من بغداد ، فكتم الأمر ، ثم جمع الناس فخطبهم ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إن المنصور أمير المؤمنين ، دعى ؛ فأجاب ، وأمر ؛ فأطاع ثم ذرفت عينه ثم قال : لقد بلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بفراق الأحبة ، وقد فارقت عظيما وقلدت جسيما ، فعند الله احتسبت أمير المؤمنين ، وبه أستعين على تقليد أمور المسلمين ، ونزل فيما بعد الناس ، وأول من جمع تعزيته وتهنئته أبو دلامة الشاعر حيث قال :
عيناى واحدة ترى مسرورة |
|
بأميرها جذلى وأخرى تذرف |
تبكى وتضحك تارة ويشوبها |
|
ما أنكرت ويسرها ما تعرف |
فيسوؤها موت الخليفة محرما |
|
ويسرها أن قام هذا يخلف |
ما إن رأيت كما رأيت ولا أرى |
|
شعرا أسرحه وآخر أنتف |
هذا حباه الله فضل خلافة |
|
ولدا كجنات النعيم تزخرف |
وكان المهدى لما شب ولاه أبوه طبرستان والرى وما يليها ، فتأدب وتميز ، وجالس العلماء ، وكان كريما مليح الشكل ، شجاعا محبا للعلماء ، وكان يقول : ادخلوا علىّ العلماء والقضاة ، وأحضروهم عندى ، ولو لم يكن فى حضورهم إلا رد المظالم حياء منهم لكان خيرا كثيرا.
وقدم عليه مروان أن أبا حفصة الشاعر ؛ أنشده قصيدة ، فلما وصل إلى قوله :
إليك قصرنا النصف من صلواتنا |
|
مسيرة شهر نواصله |
وما نحن نخشى أن تخيب مصيرنا |
|
إليك أمنا البر عاجله |
فضحك المهدى ، وقال : كم بيت قصيدتك ، قال : سبعون بيتا ، فأمر له بسبعين ألف درهم ، قبل أن يتم إنشادها ، وله شعر رقيق لطيف ، أحسن من شعر أبيه وأولاده بكثير ، ومنه ما ذكر الصولى ، وهو يقول :