إن كان بين ضروب الدهر من رحم |
|
موصولة أو ذمام غير منعصب |
بين أيامك التى نصرت بها |
|
وبين أيام درا قر النسب |
انظر هذا الدر المندور ، والجوهر الذى يزرى بجواهر العقود ، وتنزه فى رياض ألفاظه ومعانيه ، واجن نمار البلاغة من معاطف أزهاره ومجانية.
وخذ بالحظ الوافر ، من ذوق تراكيبه ومبانيه ، وكان المعتصم من أغلظ الخلفاء الذين ألزموا الناس بالقول بخلق القرآن ، وهذه من أعظم خصاله الردّية ، مع أنه كان عاميا ، لاحظ له من الكمالات العلمية ، بل جهله على ذلك مجرد الجهل والعصبية وما كان أغناه هو وأخوه عن إلزام العلماء بهذه الجهليات عدوا وبغيا.
وما لهم والدخول فى هذه المسالك الضيقة ، ضلالا وغياما ، وما حملهم على ذلك غير الجهل والغرور بهذه الدنيا ، حاضرا ولا يظلم ربك أحد.
ولما جرد عليه الأجل سيف المنون ، فاعصم المعتصم ظهور الحسن ، ولا منعه من جسام الحمام ، مال ولا بنون.
كل حى فى الحمام فؤادى |
|
ما لحى مؤمل من خلود |
لا يهاب المنون شىء ولا |
|
يرعى على والد ولا مولود |
يقدح الدهر فى تباريح رضوى |
|
ويحط الصخور من هبود |
ولقد تركت الحوادث والأيام |
|
أيام وهنا فى الصخرة الجلود |
كأنا كالزرع يحصدنا الد |
|
هر فمن بين قائم وحصيد |
يحكم الله ما يشاء ويمضى |
|
ليس حكم الله بالمردود |
ليس ينجى من المنون حصون |
|
عاليات ، ولا حصار جديد |
ومن أرجى دعائه لما احتضر : اللهم إنك تعلم أنى أخافك من قبلى لا من قبلك ، وأرجوك من قبلك لا من قبلى ، فيا من لا يزول ملكه ، ارحم ملكا