وثلاثون درهما ، فطوفوا به الحجر وشدوا عليه وأحكموا بناءه فى محله ، كما كان ذلك قديما وكما هو الآن أيضا ـ كذلك ـ.
وكان قلع الحجر فى أيام المقتدر ، ثم وقع بينه وبين يونس حرب فتوغل فى المعركة فضربه واحد من البربر من خلفه فسقط إلى الأرض ، فقال لهناربه ويحك : أنا الخليفة ، فقال : أنت المطلوب! وذبحه بالسيوف ورفع رأسه على الرمح وسلب ما عليه ، وبقى مكشوف العورة حتى ستر بالحشيش.
ثم حفر له مكانه وعفى أثره فسبحان المعز المذل السميع البصير له الملك وحده لا شريك له ، وهو على كل شىء قدير.
وكانت مدة خلافة المقتدر أولا وثانيا وثالثا خمسا وعشرين سنة إلا أياما.
وقيل : لثمان بقين من شوال سنة ٣٢٠ ه ، وولى أخوه مكانه أبو منصور محمد بن المعتضد ولقب «القاهر بالله» ، وقهر القاهر بالله وسمل عينيه.
وجاءوا بأبى العباس محمد بن المقتدر بالله بن المعتضد ولقبوه ب «الراضى بالله» (١) وبايعوه فى سنة ٣٢٢ ، وصار خليفة إلى أن مات فى سنة ٣٢٩ ه.
وبويع لأخيه أبى إسحاق إبراهيم بن المقتدر وبعده المقتى بالله وقبض عليه «نوروز التركى» وسمل عينيه فى صفر سنة ٣٣٣ ه ، وبويع بعده لابن عمه أبى القاسم الفضل بن المقتدر بالله ، ولقب «المطيع بالله» (٢) وبويع له بالخلافة فى سنة ٣٣٤ ه ، وكان رد الحجر الأسود من بلاد هجر إلى مكانه من البيت الشريف فى أيام المطيع بالله هذا.
وتم أمره على ضعف الخلافة ووهنها واستيلاء بنى بويه على الملك وطالت
__________________
(١) الراضى بالله ؛ هو : أبو العباس محمد بن المقتدر جعفر بن المعتضد أحمد بن ولى العهد الموفق طلحة بن المتوكل جعفر الهاشمى العباس ، أمه أم ولد رومية تسمى «ظلوم».
ولد سنة ٢٩٧ ه ، وتوفى سنة ٣٢٩ ه ، وله اثنتان وثلاثون.
(٢) المطيع لله ، هو : أبو القاسم الفضل بن المقتدر جعفر بن المعتضد أحمد بن ولى العهد الموفق طلحة. أمه : أم ولد تسمى «شعلة» ، ولد سنة ٣٠١ ه ، بويع بالخلافة سنة ٣٣٤ ه وتوفى سنة ٣٦٤ ه. تاريخ الخميس : ٢ / ٣٥٣ ، ٣٥٤.