وقال الشريف التقى الفاسى فى «شفاء الغرام» : يقال : إن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤى بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشى ، أول من علق فى الكعبة السيوف المحلاة بالذهب والفضة وصيره للكعبة.
منها : أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضياللهعنه ، لما افتتح مدائن كسرى كان مما أهدى إليه هلالان ، فبعث بها ، فعلقها بالكعبة ، وبعث السفاح (١) بالصحيفة الحضر فعلقت فى الكعبة ، وبعث المأمون الياقوت التى تعلق فى كل موسم فى سلسلة من الذهب فى وجه الكعبة ، وبعث المتوكل (٢) على الله بشمسة من ذهب مكللة بالدر الفاخر والياقوتي الرفيع والزبرجد ؛ تعلق فى سلسلة من الذهب فى وجه البيت فى كل موسم.
وأهدى المعتصم (٣) العباسى قفلا لباب الكعبة فيه ألف مثقال ذهب فى سنة
__________________
(١) السفاح ؛ هو : أبو العباس عبد الله بن محمد بن على بني عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ، أمه : رابطة بنت عد الله الحارثية ، ولد بناحية البلقاء سنة ١٠٨ ه ، بويعي بالخلافة سنة ١٣٢ ه ، عاش السفاح ثلاثا وثلاثين سنة ، ومات سنة ١٣٦ ه. تاريخ الخميس : ٢ / ٣٢٤.
(٢) المتوكل على الله ؛ هو : جعفر بن المعتصم محمد بن الرشيد هارون الهاشمى العباسى البغدادى ، أبو الفضل ، أمه : أم ولد تركية تسمى : شجاع ومولده فى سنة ٢٠٥ ه ، وقيل : ٢٠٧ ه ، وبويع بالخلافة بعد موت أخيهي الواثق فى ذى الحجة من سنة ٢٣٢ ه ، وقتل فى ليلة الأربعاء ثالث أو رابع شوال سنة ٢٤٧ ه فى القصر الجعفرى ، وكانت خلافته أربع عشرة سنة وتسعة شهر وتسعة أو ثمانية أيام ، ومات وعمره إحدى وأربعون سنة ، وتخلف بعده ابنه المنتصر. تاريخ الخميس : ٢ / ٢٣٧ ، ٢٣٩.
(٣) المعتصم ؛ هو : محمد بن الرشيد هارون بن المهدى محمد بن أبى جعفر المنصور ، أمه : أم ولد اسمها : ماردة. بويع بالخلافة بعد أخيه المأمون بعهد منه إليه لما احتضر ، وكان أبوه قد أخرجه من الخلافة وعهد إلى الأمين والمأمون والمؤتمن فساق الله إليه الخلافة وجعل الخلفاء العباسيين بعد ذلك من ولده ، ولم يكن من نسل أولئك خليفة ، وكان المعتصم يلقب بالثمانى ؛ فإنه ثامن خلفاء بنى العباس ، وملك ثمانى سنين وثمانية أشهر ، وزاد بعضهم وثمانية أيام ، وافتتح ثمان حصون ، وقيل : إنه ولد فى شعبان وهو الثامن من شهور السنة وكان نقش خاتمه الحمد لله ، وهى ثمانى حروف ، وبويع بالخلافة سنة ٢١٨ ه ، ومولده سنة ١٨٠ ه ، وقهر ثمانية أعداء ، ووقف ببابه ثمان ملوك ، وخلف من الذهب ثمانية آلاف ألف ـ