فى أيامه وبذل لهم مالا عظيما على أن يعطوه إياها فأبوا ، فقال : لئن لم تفعلوا لأهدمنها ، فقال بعضهم : يا أمير المؤمنين إن من هدم كنيسة جن وأصابته عاهة فاحفظه قوله ودعا بمعول وجعل يهدم بعض حيطانها بيده وعليه قباء خز أصفر ثم جمع الفعلة والنقاضين فهدموها وأدخلها فى المسجد. فلما استخلف عمر ابن عبد العزيز شكا النصارى إليه ما فعل الوليد بهم فى كنيستهم ، فكتب إلى عامله يأمره برد ما زاده فى المسجد عليهم فكره أهل دمشق ذلك وقالوا : نهدم مسجدنا بعد أن أذنا فيه وصلينا ويرد بيعة ، وفيهم يومئذ سليمان بن حبيب المحاربي وغيره من الفقهاء وأقبلوا على النصارى فسألوهم أن يعطوا جميع كنائس الغوطة التي أخذت عنوة وصارت فى أيدى المسلمين على أن يصفحوا عن كنيسة يوحنا ويمسكوا عن المطالبة بها فرضوا بذلك وأعجبهم ، فكتب به إلى عمر فسره وأمضاه ، وبمسجد دمشق فى الرواق القبلي مما يلي المئذنة كتاب فى رخامة بقرب السقف مما أمر ببنيانه أمير المؤمنين الوليد سنة ست وثمانين ، وسمعت هشام بن عمار يقول : لم يزل سور مدينة دمشق قائما حتى هدمه عبد الله بن على بن عبد الله بن العباس بعد انقضاء أمر مروان وبنى أمية.
وحدثني أبو حفص الدمشقي ، عن سعيد بن عبد العزيز عن مؤذن مسجد دمشق وغيره قالوا : اجتمع المسلمون عند قدوم خالد على بصرى ففتحوها صلحا وانبثوا فى أرض حوران جميعا فغلبوا عليها ، وأتاهم صاحب أذرعات فطلب الصلح على مثل ما صولح عليه أهل بصرى على أن جميع أرض البثنية أرض خراج فأجابوهم إلى ذلك ومضى يزيد بن أبى سفيان حتى دخلها وعقد لأهلها وكان المسلمون يتصرفون بكورتى حوران والبثنية ، ثم مضوا إلى فلسطين والأردن وغزوا ما لم يكن فتح ، وسار يزيد إلى عمان ففتحها فتحا يسيرا بصلح على مثل صلح بصرى وغلب على أرض البلقاء وولى أبو عبيدة