فأمر مسلمة أن تمشى سائر النساء فمشين فسميت تلك العقبة عقبة النساء ، وقد كان المعتصم بالله رحمهالله بنى على حد تلك الطريق حائطا قصيرا من حجارة وقال أبو النعمان الأنطاكى : كان الطريق فيما بين انطاكية والمصيصة مسبعة يعترض للناس فيها الأسد ، فلما كان الوليد بن عبد الملك شكا ذلك إليه فوجه أربعة آلاف جاموسة وجاموس فنفع الله بها ، وكان محمد بن القاسم الثقفي عامل الحجاج على السند بعث منها بألوف جواميس فبعث الحجاج إلى الوليد منها بما بعث من الأربعة آلاف والقى باقيها فى آجام كسكر ، ولما خلع يزيد بن المهلب فقتل وقبض يزيد بن عبد الملك أموال بنى المهلب أصاب لهم أربعة آلاف جاموسة كانت بكور دجلة وكسكر فوجه بها يزيد بن عبد الملك إلى المصيصة أيضا مع زطها فكان أصل الجواميس بالمصيصة ثمانية آلاف جاموسة وكان أهل انطاكية وقنسرين قد غلبوا على كثير منها واختاروه لأنفسهم فى أيام فتنة مروان بن محمد بن مروان ، فلما استخلف المنصور أمر بردها إلى المصيصة وأما جواميس انطاكية فكان أصلها ما قدم به الزط ، معهم وكذلك جواميس بوقا ، وقال أبو الخطاب بنى الجسر الذي على طريق أذنة من المصيصة وهو على تسعة أميال من المصيصة سنة خمس وعشرين ومائة ويدعى جسر الوليد وهو الوليد بن يزيد بن عبد الملك المقتول ، وقال أبو النعمان الأنطاكى وغيره : بنيت أذنة فى سنة إحدى وأربعين ومائة أو اثنتين وأربعين ومائة والجنود من أهل خراسان معسكرون عليها مع مسلمة بن يحيى البجلي ومن أهل الشام بن مالك بن أدهم الباهلي ووجههما صالح بن على.
قالوا : ولما كانت سنة خمس وستين ومائة أغزى المهدى ابنه هارون الرشيد بلاد الروم فنزل على الخليج ثم خرج فرم المصيصة ومسجدها وزاد فى شحنتها وقوى أهلها وبنى القصر الذي عند جسر أذنة على سيحان ، وقد كان