ثمانية وتسعون رجلا فصاروا مع المقاتلة الذين كانوا بازائها ففتحوها دونهم وأقاموا بها وتناسلوا ، فلما انصرف عياض من خلاط وصار إلى الجزيرة بعث إلى سنجار ففتحها صلحا وأسكنها قوما من العرب ، وقد قال بعض الرواة أن عياضا فتح حصنا من الموصل وليس ذلك بثبت. قال ابن الكلبي : عمير بن سعد عامل عمر هو عمير بن سعد بن شهيد بن عمرو أحد الأوس ، وقال الواقدي : هو عمير بن سعد بن عبيد وقتل أبوه سعد يوم القادسية ، وسعد هذا هو الذي يروى الكوفيون إنه أحد من جمع القرآن على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال الواقدي : وقد روى قوم أن خالد بن الوليد ولى لعمر بعض الجزيرة فاطلى فى حمام بآمد أو غيرها بشيء فيه خمر فعزله عمر : وليس ذلك بثبت.
وحدثني عمرو الناقد ، قال : حدثني الحجاج بن أبى منيع عن أبيه عن جده عن ميمون بن مهران ، قال : أخذ الزيت والخل والطعام لمرفق المسلمين بالجزيرة مدة ثم خفف عنهم واقتصر بهم على ثمانية وأربعين درهما وأربعة وعشرين واثنى عشر نظرا من عمر للناس وكان على كل انسان مع جزيته مدا قمح وقسطان من زيت وقسطان من خل.
وحدثني عدة من أهل الرقة ، قالوا : لما مات عياض وولى الجزيرة سعيد ابن عامر بن حذيم بنى مسجد الرقة ومسجد الرها ثم توفى فبنى المساجد بديار مضر وديار ربيعة عمير بن سعد ، ثم لما ولى معاوية الشام والجزيرة لعثمان بن عفان رضى الله عنه أمره أن ينزل العرب بمواضع نائية عن المدن والقرى ويأذن لهم فى اعتمال الأرضين التي لا حق فيها لأحد فانزل بنى تميم الرابية وأنزل المازحين والمديبر اخلاطا من قيس وأسد وغيرهم وفعل ذلك فى جميع نواحي ديار مضر ورتب ربيعة فى ديارها على ذلك ، وألزم المدن