والقرى والمسالح من يقوم بحفظها ويذب عنها من أهل العطاء ثم جعلهم مع عماله.
وحدثني أبو حفص الشامي عن حماد بن عمرو النصيبي قال : كتب عامل نصيبين إلى معاوية وهو عامل عثمان على الشام والجزيرة يشكو إليه أن جماعة من المسلمين ممن معه أصيبوا بالعقارب فكتب إليه يأمره أن يوظف على أهل كل حيز من المدينة عدة من العقارب مسماة فى كل ليلة ففعل فكانوا يأتونه بها فيأمر بقتلها.
وحدثني أبو أيوب المؤدب الرقى عن أبى عبد الله القرقسانى عن أشياخه أن عمير بن سعد لما فتح رأس العين سلك الخابور وما يليه حتى أتى قرقيسيا وقد نقض أهلها فصالحهم على مثل صلحهم الأول ، ثم أتى حصون الفرات حصنا حصنا ففتحها على ما فتحت عليه قرقيسيا ولم يلق فى شيء منها كثير قتال ، وكان بعض أهلها ربما رموا بالحجارة ، فلما فرغ من تلبس وعانات أتى النأوسة وآلوسة وهيت فوجد عمار بن ياسر وهو يومئذ عامل عمر بن الخطاب على الكوفة وقد بعث جيشا يستغزى ما فوق الأنبار عليه سعد بن عمرو بن حرام الأنصارى ، وقد أتاه أهل هذه الحصون فطلبوا الأمان فأمنهم واستثنى على أهل هيت نصف كنيستهم فانصرف عمير إلى الرقة.
وحدثني بعض أهل العلم ، قال : كان الذي توجه إلى هيت والحصون التي بعدها من الكوفة مدرج بن عمرو السلمى حليف بنى عبد شمس وله صحبة فتولى فتحها وهو بنى الحديثة التي على الفرات وولده بهيت وكان منهم رجل يكنى أبا هارون باقى الذكر هناك ، ويقال : أن مدلاجا كان من قبل سعد بن عمرو بن حرام والله أعلم.
قالوا : وكان موضع نهر سعيد بن عبد الملك بن مروان ـ وهو الذي