معاوية ألفى رجل أسكنهم قاليقلا وأقطعهم بها القطائع وجعلهم مرابطة بها ولما ورد على عثمان كتاب حبيب كتب إلى سعيد بن العاصي بن سعيد بن العاصي بن أمية وهو عامله على الكوفة يأمره بإمداده بجيش عليه سلمان بن ربيعة الباهلي وهو سلمان الخيل ، وكان خيرا فاضلا غزاء فسار سلمان الخيل إليه فى ستة آلاف رجل من أهل الكوفة ، وقد أقبلت الروم ومن معها فنزلوا على الفرات ، وقد أبطأ على حبيب المدد فبيتهم المسلمون فاجتاحوهم وقتلوا عظيمهم وقالت أم عبد الله بنت يزيد الكلبية امرأة حبيب ليلتئذ له أين موعدك ، قال : سرادق الطاغية أو الجنة ، فلما انتهى إلى السرادق وجدها عنده قالوا : ثم أن سلمان ورد وقد فرغ المسلمون من عدوهم فطلب أهل الكوفة إليهم أن يشركوهم فى الغنيمة فلم يفعلوا حتى تغالظ حبيب وسلمان فى القول وتوعد بعض المسلمين سلمان بالقتل قال الشاعر :
ان تقتلوا سلمان نقتل حبيبكم |
|
وإن ترحلوا نحو ابن عفان ترحل |
وكتب إلى عثمان بذلك فكتب : أن الغنيمة باردة لأهل الشام ، وكتب إلى سلمان يأمره بغزو أران ، وقد روى بعضهم : أن سلمان بن ربيعة توجه إلى أرمينية فى خلافة عثمان فسبى وغنم وانصرف إلى الوليد بن عقبة وهو بحديثة الموصل سنة خمس وعشرين فأتاه كتاب عثمان يعلمه أن معاوية كتب يذكر أن الروم قد أجلبوا على المسلمين بجموع عظيمة يسأل المدد ويأمره أن يبعث إليه ثمانية آلاف رجل فوجه بهم وعليهم سلمان بن ربيعة الباهلي ووجه معاوية حبيب بن مسلمة الفهري معه فى مثل تلك العدة فافتتحا حصونا وأصابا سبيا وتنازعا الامارة وهم أهل الشام بسلمان فقال الشاعر : إن تقتلوا «البيت».
والخبر الأول أثبت. حدثني به عدة من مشايخ أهل قاليقلا وكتب إلى به العطاف بن سفيان أبو الأصبغ قاضيها.