يجعله غازيا بثغور الشام والجزيرة لغنائه فيما كان ينهض له من ذلك فولى ثغر أرمينية حذيفة بن اليمان العبسي فشخص إلى برذعة ووجه عماله على ما بينها وبين قاليقلا وإلى خيزان فورد عليه كتاب عثمان يأمره بالانصراف وتخليف صلة بن زفر العبسي ، وكان معه فخلفه وسار حبيب راجعا إلى الشام وكان يغزو الروم ونزل حمص فنقله معاوية إلى دمشق فتوفى بها سنة اثنتين وأربعين وهو ابن خمس وثلاثين سنة ، وكان معاوية وجه حبيبا فى جيش لنصرة عثمان حين حوصر ، فلما انتهى إلى وادي القرى بلغه مقتل عثمان فرجع ، قالوا : وولى عثمان المغيرة بن شعبة أذربيجان وأرمينية ، ثم عزله وولى القاسم بن ربيعة ابن أمية بن أبى الصلت الثقفي أرمينية ويقال : ولاها عمرو بن معاوية بن المنتفق العقيلي ، وبعضهم يقول وليها رجل من بنى كلاب بعد المغيرة خمس عشرة سنة ثم وليها العقبلى وولى الأشعث بن قيس لعلى بن أبى طالب رضى الله عنه أرمينية وأذربيجان ثم وليها عبد الله بن حاتم بن النعمان بن عمرو الباهلي من قبل معاوية فمات بها فوليها عبد العزيز بن حاتم بن النعمان أخوه فبنى مدينة دبيل وحصنها وكبر مسجدها وبنى مدينة النشوى ورم مدينة برذعة ويقال : أنه جدد بناءها وأحكم حفر الفارقين حولها وجدد بناء مدينة البيلقان ، وكانت هذه المدن متشعثة مستهدمة ، ويقال أن الذي جدد بناء برذعة محمد بن مروان فى أيام عبد الملك بن مروان ، وقال الواقدي : بنى عبد الملك مدينة برذعة على يد حاتم بن النعمان الباهلي أو ابنه ، وقد كان عبد الملك ولى عثمان بن الوليد بن عقبة بن أبى معيط ، أرمينية ، قالوا : ولما كانت فتنة ابن الزبير انتقضت أرمينية وخالف أحرارها وأتباعهم فلما ولى محمد بن مروان من قبل أخيه عبد الملك أرمينية حاربهم فظفر بهم فقتل وسبى وغلب على البلاد ، ثم وعد من بقي منهم أن يعرض لهم فى الشرف فاجتمعوا لذلك فى كنائس من عمل خلاط فأغلقها عليهم