ابن الأزور الأسدى :
أرقت ببانقيا ومن يلق مثل ما |
|
لقيت ببانقيا من الجرح يأرق |
وقال الواقدي. المجتمع عليه عند أصحابنا أن ضرارا قتل باليمامة ، قالوا. وأبى خالد الفلاليج منصرفة من بانقيا وبها جمع للعجم فتفرقوا ولم يلق كيدا فرجع إلى الحيرة فبلغه أن جابان فى جمع عظيم بتستر فوجه إليه المثنى بن حارثة الشيبانى وحنظلة بن الربيع بن رباح الأسيدى من بنى تميم ، وهو الذي يقال له حنظلة الكاتب ، فلما انتهيا إليه هرب وسار خالد إلى الأنبار فتحصن أهلها ، ثم أتاه من دله على سوق بغداد وهو السوق العتيق الذي كان عند قرن الصراة فبعث خالد المثنى بن حارثة فأغار عليه فملأ المسلمون أيديهم من الصفراء والبيضاء وما خف محمله من المتاع ثم باتوا بالسيلحين وأتوا الأنبار وخالد بها فحصروا أهلها وحرقوا فى نواحيها ، وإنما سميت الأنبار لأن إهراء العجم كانت بها ، وكان أصحاب النعمان وصنائعه يعطون أرزاقهم منها ، فلما رأى أهل الأنبار ما نزل بهم صالحوا خالد على شيء رضى به فأقرهم ، ويقال أن خالدا قدم المثنى إلى بغداد ثم سار بعده فتولى الغارة عليها ثم رجع إلى الأنبار ، وليس ذلك بثبت.
وحدثني الحسين بن الأسود ، قال : حدثني يحيى بن آدم قال : حدثنا الحسن بن صالح عن جابر عن الشعبي أنه قال : لأهل الأنبار عهد وعقد.
وحدثني مشايخ من أهل الأنبار أنهم صالحوا فى خلافة عمر رحمهالله على طسوجهم على أربعمائة ألف درهم وألف عباءة قطوانية فى كل سنة وتولى الصلح جرير بن عبد الله البجلي ، ويقال : صالحهم على ثمانين ألفا والله أعلم.
قالوا : وفتح جرير بوازيج الأنبار وبها قوم من مواليه ، قالوا : وأتى خالد بن الوليد رجل دله على سوق يجتمع فيها كلب وبكر بن وائل وطوائف