فكتب إليه عمر أن تنزلهم منزلا غريبا فارتاد كويفة ابن عمر فنظروا فإذا الماء محيط بها فخرجوا حتى أتوا موضع الكوفة اليوم فانتهوا إلى الظهر ، وكان يدعى خد العذراء ينبت الخزامى والأقحوان والشيح والقيصوم والشقائق فاختطوها.
وحدثني شيخ من الكوفيين. أن ما بين الكوفة والحيرة كان يسمى الملطاط قال : وكانت دار عبد الملك بن عمير للضيفان أمر عمر أن يتخذ لمن يرد من الآفاق دارا فكانوا ينزلونها.
وحدثني العباس بن هشام الكلبي عن أبيه عن أبى مخنف عن محمد بن إسحاق ، قال اتخذ سعد بن أبى وقاص بابا مبوبا من خشب وخص على قصره خصا من قصب ، فبعث عمر بن الخطاب محمد بن مسلمة الأنصارى حتى أحرق الباب والخص وأقام سعدا فى مساجد الكوفة فلم يقل فيه إلا خيرا.
وحدثني العباس بن الوليد النرسي وابراهيم العلاف البصري ، قالا : حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة أن أهل الكوفة سعوا بسعد بن أبى وقاص إلى عمر ، وقالوا : إنه لا يحسن الصلاة فقال سعد : أما أنا فكنت أصلى بهم صلاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، لا أخرم عنها ، أركد فى الأوليين وأحذف فى الأخريين ، فقال عمر : ذاك الظن بك يا أبا اسحاق ، فأرسل عمر رجالا يسألون عنه بالكوفة ، فجعلوا لا يأتون مسجدا من مساجدها إلا قالوا خيرا وأثنوا معروفا حتى أتوا مسجدا من مساجد بنى عبس ، فقال رجل منهم يقال أبو سعدة : أما إذا سألتمونا عنه فإنه كان لا يقسم بالسوية ، ولا يعدل فى القضية قال ، فقال سعد. اللهم إن كان كاذبا فأطل عمره ، وأدم فقره وأعم بصره ، وعرضه الفتن ، قال عبد الملك فأنا رأيته بعد يتعرض للإماء فى السكك ، فإذا قيل له :