بعضهم من العجم الأرضين وألجئت إليهم القرى للخفارة فصار أهلها مزارعين لهم ، وقال الحسين كانت ورثان قنطرة كقنطرتى وحش وأرشق التين اتخذتا حديثا أيام بابك فبناها مروان بن محمد بن مروان بن الحكم وأحيى أرضها وحصنها فصارت ضيعة له ثم قبضت مع ما قبض من ضياع بنى أمية لأم جعفر زبيدة بنت جعفر بن المنصور أمير المؤمنين ، وهدم وكلاؤها سورها ثم رم وجدد قريبا ، وكان الورثاني من مواليها ، قال : وكانت برزند قرية فعسكر فيها الأفشين حيدر بن كاوس عامل أمير المؤمنين المعتصم بالله على أذربيجان وأرمينية والجبل أيام محاربته الكافر بابك الخرمى وحصنها.
قالوا : وكانت المراغة تدعى اقراهروذ فعسكر مروان بن محمد وهو والى أرمينية وأذربيجان منصرفة من غزوة موقان وجيلان بالقرب منها ، وكان فيها سرجين كثير فكانت دوابه ودواب أصحابه تمرغ فيها فجعلوا يقولون : ايتوا قرية المراغة ، ثم حذف الناس قرية وقالوا : المراغة ، وكان أهلها ألجئوها إلى مروان فابتناها وتالف وكلاؤه الناس فكثروا فيها للتعزز وعمروها ، ثم إنها قبضت مع ما قبض من ضياع بنى أمية وصارت لبعض بنات الرشيد أمير المؤمنين ، فلما عاث الوجناء الأزدى وصدقة بن على مولى الأزد فأفسدا وولى خزيمة بن خازم بن خزيمة أرمينية وأذربيجان فى خلافة الرشيد بنى سورها وحصنها ومصرها وأنزلها جندا كثيفا ، ثم لما ظهر بابك الخرمى بالبذ لجأ الناس إليها فنزلوها وتحصنوا فيها ورم سورها فى أيام المأمون عدة من عماله منهم أحمد بن الجنيد بن فرزندى ، وعلى بن هشام ، ثم نزل الناس ربضها وحصنها ، وأما مرند فكانت قرية صغيرة فنزلها حلبس أبو البعيث ثم ابنه محمد بن البعيث وبنى بها محمد قصورا ، وكان قد خالف فى خلافة أمير المؤمنين المتوكل على الله فحاربه بغا الصغير مولى أمير المؤمنين حتى ظفر به وحمله إلى سر من رأى وهدم حائط مرند وذلك القصر والبعيث