فلما بلغ الشعر حارثة قال :
جزاك اله الناس خير جزائه |
|
فقد قلت معروفا وأوصيت كافيا |
أمرت بحزم لو أمرت بغيره |
|
لألفيتنى فيه لأمرك عاصيا |
قالوا : وسار أبو موسى إلى تستر وبها شوكة العدو وحدهم ، فكتب إلى عمر يستمده ، فكتب عمر إلى عمار بن ياسر يأمره بالمسير إليه فى أهل الكوفة فقدم عمار جرير بن عبد الله البجلي ، وسار حتى تستر ، وعلى ميمنته يعنى ميمنة أبى موسى البراء بن مالك أخو أنس بن مالك ، وعلى ميسرته مجزاة بن ثور السدوسي ، وعلى الخيل أنس بن مالك ، وعلى ميمنة عمار البراء بن عازب الأنصارى ، وعلى ميسرته حذيفة بن اليمان العبسي ، وعلى خيله قرظة بن كعب الأنصارى ، وعلى رجالته النعمان بن مقرن المزني ، فقاتلهم أهل تستر قتالا شديدا ، وحمل أهل البصرة وأهل الكوفة حتى بلغوا ناب تستر فضاربهم البراء بن مالك على الباب حتى استشهد رحمهالله ودخل الهرمزان وأصحابه المدينة بشر حال ، وقد قتل منهم فى المعركة تسعمائة وأسر ستمائة ضربت أعناقهم بعد وكان الهرمزان من أهل مهرجا نقذف ، وقد حضر وقعة جلولاء مع الأعاجم ، ثم أن رجلا من الأعاجم استأمن إلى المسلمين على أن يدلهم على أن يدلهم على عورة المشركين فأسلم واشترط أن يفرض لولده ويفرض له ، فعاقده أبو موسى على ذلك ، ووجه رجلا من شيبان يقال له أشرس بن عوف فخاض به دجيل على عرق من حجارة ثم علا به المدينة وأراه الهرمزان ، ثم رده إلى العسكر ، فندب أبو موسى أربعين رجلا مع مجزاة بن ثور وأتبعهم مائتي رجل وذلك فى الليل والمستأمن يقدمهم فأدخلهم المدينة ، فقتلوا الحرس وكبروا على سور المدينة فلما سمع ذلك الهرمزان هرب إلى قلعته وكانت موضع خزانته وأمواله ، وعبر أبو موسى حين أصبح حتى دخل المدينة فاحتوى عليها ، وقال الهرمزان