مستخف به لاه عنه ولقيه محمد والمسلمون وهو على فيل وحوله الفيلة ومعه التكاكره فاقتتلوا قتالا شديدا لم يسمع بمثله وترجل داهر وقاتل فقتل عند المساء وانهزم المشركون فقتلهم المسلمون كيف شاءوا وكان الذي قتله فى رواية المدائني رجلا من بنى كلاب وقال :
الخيل تشهد يوم داهر والقنا |
|
ومحمد بن القاسم بن محمد |
أنى فرجت الجمع غير معرد |
|
حتى علوت عظيمهم بمهند |
فتركته تحت العجاج مجدلا |
|
متعفر الخدين غير مؤسد |
فحدثني منصور بن حاتم ، قال : داهر والذي قتله مصوران ببروص وبديل بن طهفة مصور بقند وقبره بالديبل.
وحدثني على بن محمد المدائني عن أبى محمد الهندي عن أبى الفرج قال : لما قتل داهر غلب محمد بن القاسم على بلاد السند ، وقال ابن الكلبي : كان الذي قتل داهر القاسم بن ثعلبة بن عبد الله بن حصن الطائي.
قالوا وفتح محمد بن القاسم راور عنوة وكانت بها امرأة لداهر فخافت أن تؤخذ فأحرقت نفسها وجواريها وجميع مالها ، ثم أتى محمد بن القاسم بزهمناباذ العتيقة وهي على رأس فرسخين من المنصورة ، ولم تكن المنصورة يومئذ إنما كان موضعا غيضة ، وكان فل داهر ببرهمناباذ هذه فقاتلوه ففتحها محمد عنوة وقتل بها ثمانية آلاف وقيل ستة وعشرين ألفا وخلف فيها عامله وهي اليوم خراب ، وسار محمد يريد الرور وبغرور فتلقاه أهل ساوندرى فسألوه الأمان فأعطاهم إياه واشترط عليهم ضيافة المسلمين ودلالتهم وأهل ساوندرى اليوم مسلمون ، ثم تقدم إلى بسمد فصالح أهلها على مثل صلح ساوندرى وانتهى محمد إلى الرور وهي من مدائن السند وهي على جبل فحصرهم