بهم ، ثم مات سليمان بن عبد الملك وكانت خلافة عمر بن عبد العزيز بعده فكتب إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام والطاعة على أن يملكهم ولهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم ، وقد كانت بلغتهم سيرته ومذهبه فأسلم حليشة والملوك وتسموا بأسماء العرب ، وكان عمرو بن مسلم الباهلي عامل عمر على ذلك الثغر فغزا بعض الهند فظفر وهرب بنو المهلب إلى السند فى أيام يزيد ابن عبد الملك فوجه إليهم هلال بن أحوز التميمي فلقيهم فقتل مدرك بن المهلب بقندابيل وقتل المفضل وعبد الملك وزياد ومروان ومعاوية بنى المهلب وقتل معاوية بن يزيد فى آخرين.
وولى الجنيد بن عبد الرحمن المري من قبل عمر بن هبيرة الفزاري ثغر السند ، ثم ولاه إياه هشام بن عبد الملك فلما قدم خالد بن عبد الله القسري العراق كتب هشام إلى الجنيد يأمره بمكاتبته فأتى الجنيد الديبل ، ثم نزل شط مهران فمنعه حليشة العبور وأرسل إليه أنى قد أسلمت وولاني الرجل الصالح بلادي ولست آمنك فأعطاه رهنا وأخذ منه رهنا بما على بلاده من الخراج ، ثم أنهما ترادا الرهن وكفر حليشة وحارب وقيل أنه لم يحارب ولكن الجنيد يجنى عليه ، فأتى الهند فجمع جموعا وأخذ السفن واستعد للحرب فسار إليه الجنيد فى السفن فالتقوا فى بطيحة الشرقي فأخذ حليشة أسيرا وقد جنحت سفينته فقتله وهرب صصه بن داهر وهو يريد أن يمضى إلى العراق فيشكو غدر الجنيد ، فلم يزل الجنيد يؤنسه حتى وضع يده فى يده فقتله وغزا الجنيد الكيرج ، وكانوا قد نقضوا فاتخذ كباشا نطاحة فصك بها حائط المدينة حتى ثلمه ودخلها عنوة فقتل وسبى وغنم ووجه العمال إلى مرمد والمندل ودهنج وبروص ، وكان الجنيد يقول القتل فى الجزع أكبر منه فى الصبر ، ووجه الجنيد جيشا إلى أزين ووجه حبيب بن مرة فى جيش إلى أرض المالية فأغاروا على أزين وغزوا بهريمد فحرقوا ربضها ، وفتح الجنيد