داود بن أعراب ، (١) ورجال الدّولة.
وكان الأخ يحيى لمّا رحل السّلطان أبو حمّو من تلمسان ، رجع عنه من بلاد زغبة (٢) إلى السّلطان عبد العزيز فاستقرّ في خدمته ، وبعده في خدمة ابنه محمّد السّعيد المنصوب مكانه. ولمّا استولى السّلطان أبو العبّاس على البلد الجديد ، استأذن الأخ في اللحاق بتلمسان ، فأذن له ، وقدم على السّلطان أبي حمّو ، فأعاده إلى كتابة سرّه كما كان أوّل مرّة ، وأذن لي أنا بعده ، فانطلقت إلى الأندلس بقصد القرار والدّعة ، إلى أن كان ما نذكر.
الإجازة ثانية إلى الأندلس ثم إلى تلمسان
واللحاق بأحياء العرب والمقامة عند أولاد عريف
ولمّا كان ما قصصته من تنكّر السّلطان أبي العبّاس صاحب فاس ، والذهاب مع الأمير عبد الرّحمن ، ثم الرجوع عنه إلى ونزمار بن عريف ، طلبا لوسيلته في انصرافي إلى الأندلس بقصد القرار والانقباض ، والعكوف على قراءة العلم ، فتمّ ذلك ، ووقع الإسعاف به بعد الامتناع ، وأجزت إلى الأندلس في ربيع (سنة) (٣) ستّ وسبعين ، ولقيني السّلطان بالبرّ والكرامة وحسن النّزل على عادته ، وكنت لقيت بجبل الفتح كاتب السّلطان ابن الأحمر ، من بعد ابن الخطيب ، الفقيه أبا عبد الله
__________________
(١) سليمان بن داود هذا : هو الذي قتل رجاله بأمره ابن الخطيب. وانظر بعض أخباره في العبر ٧ / ٣١٤ ـ ٣٤٣ ، ٧ / ٢٩٨.
(٢) تغلبت قبائل زغبة أو أمرها على نواحي قابس ، ثم كانت أيام الموحدين متفرقة بين تلمسان والمسلية ، وأقطعهم الموحدون نواحي بحاية. وانظر العبر ٦ / ٤٠ وما بعدها.
(٣) الزيادة عن ط.