والمصادرة واستباحة الحرم ، ما لم يعهد الناس مثله ؛ ووصل الخبر إلى مصر ، فتجهز السّلطان فرج بن الملك الظّاهر (١) إلى المدافعة عن الشّام ، وخرج في عساكره من التّرك مسابقا المغل وملكهم تم أن يصدّهم عنها.
لقاء الأمير تمر سلطان المغل والطّطر (٢)
لما وصل الخبر إلى مصر بأن الأمير تمر ملك بلاد الرّوم ، وخرّب سيواس ، ورجع إلى الشّام ، جمع السّلطان عساكره ، وفتح ديوان العطاء ، ونادى في الجند بالرحيل إلى الشام ، وكنت أنا يومئذ معزولا عن الوظيفة ، (٣) فاستدعاني دواداره يشبك ، (٤)
__________________
(١) هو الملك الناصر زين الدين أبو السعادات فرج بن الملك الظاهر. له ترجمة في خطط المقريزي ٣ / ٣٩٢ ـ ٣٩٣ طبع مصر.
(٢) في عجائب المقدور ص ٥ ، ٦ : «... اسمه تيمور بتاء مثناة مكسورة ساكنة ، فمثناة تحت ، وواو ساكنة بين ميم مضمومة وراء مهملة ، هذه طريقة إملائه ... لكن كرة الألفاظ الأعجمية إذا تداولها صولجان اللغة العربية خرطها في الدوران على بناء أوزانها .... فقالوا تارة تمور ، وأخرى تمرلنك».
ورأيت البدر العيني في «عقد الجمان» ضبطه بخطّه بالحركات بفتح التاء وضم الميم بعد راء ساكنة ، ثم لام مفتوحة ، فنون ساكنة ، فكاف وفي المنهل الصافي ١ / ٢٢٧ ا ـ ٢٣٤ (نسخة نور عثمانية) : ترجمة واسعة له ، فصّل فيها القول عن نشأته ، وأخلاقه ، وجيوشه.
(٣) في عقد الجمان ، في حوادث سنة ٨٠٣ ، وتاريخ ابن قاضي شهبة كذلك : «... خرج السّلطان الملك الناصر فرج ، ومعه الخليفة المتوكّل على الله ، والقضاة الثلاثة ، وهم صدر الدين المناوي الشافعي ، والقاضي نور الدين علي بن الخلال المالكي ، والقاضي موفق الدين بن الحنبلي ؛ وأما القاضي جمال الدين الملطي الحنفي فإنه ما سار لكونه ضعيفا ، وسار معهم القاضي ولي الدين ابن خلدون المالكي ، وهو معزول».
(٤) هو الأمير يشبك الشعباني كان من أمراء الملك الظاهر ، تقلب في مناصب مختلفة ، وجعل له الملك الظاهر الوصية على أولاده ؛ وفي أيام الملك فرج ، تولّى وظيفة دوادار كبير ، ومشير المملكة.
وانظر تاريخ ابن إياس ٢ / ٣٠٨ ، ٣١٤ ، ٣٣٧. وقد ضبطه البدر العيني بخطّه في «عقد الجمان» بكسر الياء ، وسكون الشين ، وفتح الباء.