كأن أمسيا به من أمس |
|
يصفرّ ليس اصفرار الورس |
فإنّه يعني عرق الإبل ، وهو يصفّر إذا يبس ومعنى أمسيا به : يريد عرقا ظهر منذ ثلاثة أيام ، ومعنى من أمس : منذ ، كما قال : أقوين من حجج ومن دهر وعرق الخيل إذا يبس ابيضّ. قال بشر :
تراها من يبس الماء شهبا |
|
مخالط درّه فيها اقورار |
والحول : السّنة بأسرها ، وجمعه أحوال ، وقد حال الحول يحول حولا وحؤلا واحتال الشيء وأحول : أتى عليه حوال أو أحوال ، وأحال بالمكان : أقام فيه حولا ، وقال الخليل : أرض مستحالة تركت أعواما من الزّراعة.
والسّنة اسم لاثني عشر شهرا ، وهو اسم منقوص والذّاهب منه في لغة كثير منهم الهاء ، كان الأصل سنة ، فحذف الهاء لمناسبتها لحروف المدّ واللّين وعلى هذه اللغة تصغر سنيهة ، ويقال منه : هو يعمل مسانهة ، كما يقال : معاومة ونخلة سنهاء : تحمل عاما وتحول عاما قال :
ليست بسنهاء ولا رجبية |
|
ولكن عرايا في السّنين الجوائح |
وفي لغة غير هؤلاء الذّاهب منه الواو ، كان الأصل سنوة ، فحذف الواو تخفيفا ثم جمعت على سنين جبرانا بالنقيصة لأنّ جمع السّلامة إذا حصل في غير النّاطقين ومن جرى مجراهم يكون للتّفخيم والتّعظيم ، أو جبرا لنقص داخل على الاسم ، والأسماء المنقوصة تجد الذّاهب منها في الأعم الأكثر الواو والياء لاستثقالهم إيّاهما ، وكما يحذفونهما حذفا يعلّونهما بالقلب والإبدال ، لأنّ كلّ ذلك يؤدّي إلى التّخفيف ، وعلى ذلك هذه اللّغة يصغّر سنيّة وتجمع سنوات ويقال : هو يعمل مساناة ، ويقال : أسنى القوم وهم مسنون : إذا أتت عليهم سنة ، وقد جعل السّنة اسما للجدب ، فيقال : أصابتهم السّنة ، وجعل الفعل منه أسنت ، فرقا بين هذا المعنى وغيره ، يقال : أسنت القوم وهم مسنتون ، وعلى هذا لغة من جعل لامه واوا دون اللّغة الأخرى ، وهم يفعلون ذلك بما فيه لغتان ويقال أيضا : رجل سنت : أي قليل الخير ، وقوم سنتون ، والتّاء من أسنت هو بدل من الواو ، وهذا كما فعلوا في بنت وأخت ، ثم جعل البدل في أسنت لازما كأنّهم أرادوا أن يختصّ بالجدب ، حتّى كأنّه وضع له ، فلا مناسبة بينه وبين ما للوقت وهذا كما جعل البدل في قولهم : عيد ، لازما ، فقيل : عييد وأعياد في تصغيره وجمعه ولم يردّوه إلى أصله ، وإن كان من عاد يعود لقصدهم إلى أن يختص بما يفيده بعد الإبدال العارض فيه كأنّه بناء آخر له وليس بمشتق.
فأمّا قولهم : العام ، فيقال منه : عاومت النّخلة إذا حملت سنة وحالت أخرى ، وعنب معوم : كثر حمله سنة وقلّ أخرى. وفي الحديث نهى عن المعاومة ، وهو : أن تبيع الزّرع