قال ابن كناسة : عين السّماء ما بين الدّبور والجنوب عن يمينك إذا استقبلت القبلة قليلا ، قال أبو نصر : العين من عن قبلة العراق وهذه الأقاويل قريب بعضها من بعض ، وفي تثبيت عين السّماء قول العجّاج :
سار سرى من قبل العين فجر |
|
عبط السّحاب والرابيع الكبر |
وقال أيضا : فثارت العين بماء بجس. وقال أبو عبيدة في العين مثل ذلك ، وقال الأصمعيّ: العين المطر يقيم خمسا أو ستا لا يقلع ، قال : ويقال : أصابتنا عس غزيرة واحتجّ بقول المتلمّس:
فاجتاب أرطات فلاذ بدفئها |
|
والعين بالجون المثالي ترجس |
ويؤكّد قول الأصمعي :
وأنا حيّ يحب عين مطيرة |
|
عظام البيوت ينزلون الرّوابيا |
وقول ذي الرّمة :
وأردفت الذّراع أرى بعين |
|
سجوم الماء ينسجل انسجالا |
وقوله أيضا :
سقى دارها مستمطر ذو غفارة |
|
أجشّ تحرّى منشأ العين رائح |
يريد أنّ هذا السّحاب تحرّى أن يكون منشؤه من حيث نشأ للعين غير أنّه ثبت أنّ هناك منشأ هو أحمد المناشئ وبيّنه الكميت بقوله :
راحت له بين صيفي وأولية |
|
من الرّبيع سحاب المغرب الهضب |
وإذا كان السّحاب مغربيا فمنشؤه من حيث وصف وليس يمتنع أن يقال : عين وإن كان الأصل في العين عين السّماء ، كما يقال للمطر : سماء ألا ترى أنّهم يقولون : أصابتنا سماء غزيرة ، وكلا المذهبين صحيح.
فصل
في بيان أمر المجرّة وشرح بعض أحوالها وفي السّماء مجرّتها.
وجاء في الأثر أنّها شرج السماء ، كأنّها مجمع السّماء كشرج القبّة وسمّيت مجرّة على التّشبيه لأنّها كأثر المستجب والمجر وتسمّيها العرب : أم النّجوم لأنّه ليس من السّماء بقعة أكثر عدد كواكب منها كما قيل : أم الطريق لمعظمها. قال :