الباب السّابع والأربعون
في صفة طول اللّيل والنّهار ، وقصرهما وتشبيه النّجوم بها
ويقال : متح اللّيل وهو يمتح متحا إذا طال وكذلك النّهار.
ومنه قولهم : بيننا وبينهم كذا فرسخا متحا أي مدّا وفرس متاح مداد.
وسرنا في ليلة عكامسة وعكمسة أي طويلة ، حكاه أبو حاتم قال : ويقال : عكر عكامس أي كثير من الإبل.
ويقال : يوم اثجل أي واسع وليلة ثجلاء ، ومنه الثجل في الخاصرة وليل التّمام في الشّتاء أطول ما يكون اللّيل ، ويكون لكلّ نجم أي يطول اللّيل حتى تطلع النّجوم كلّها في ليلة واحدة. قال : وسمعت أبا عمرو يقول : إذا كان اثنتي عشرة ساعة فما زاد فهو ليل التّمام. وأنشد :
لقد طرقت دهماء والبعد دونها |
|
وليل كأثناء اللّقاع بهيم |
على عجل والصّبح تال كأنّه |
|
بأدعج من ليل التّمام بريم |
فجعل ليل التمام للطّويل من اللّيالي خاصة آخر.
كأنّ شميط الصّبح في أخرياته |
|
ملاء تجلى عن طيالسة خضر |
تخال بقاياها التي أسأر الدّجى |
|
تمدّ وشيعا فوق أردية الفجر |
ويقال : أغضب وهو انثناؤه وطوله واجتماعه وإقباله.
وحكي أنّ عليك ليلا أغضف ، قال العجّاج : فانغضفت بمرحجن أغضفا. (والمرحجن) : الطّويل الثّقيل ، وقال الدّريدي : ذكر أبو عبيدة أنّ المتلهب والمتمهل مثل المسجهر وهو امتداد اللّيل وغيره. وحكى ثعلب عن رجاله قالوا : ليل التّمام في الشّتاء أطول ما يكون لكل نجم طويل أي يطول اللّيل حتى تطلع النّجم كلّها وقال أبو عمرو