قال أكثم بن صيفي :
إن امرأ قد سار تسعين حجّة |
|
إلى مائة لم يسأم العيش جاهل |
أتت مائتان غير عشر وفاءها |
|
وذلك من مرّ اللّيالي قلائل |
أنشد المازني :
هزئت زينب وإن رأت يرمي |
|
وإنّ الخنى ليقال من ظهري |
من بعد ما عهدت فأدلفني |
|
يوم يجيء وليلة تسري |
حتّى كأنّي خاتل قنصا |
|
والمرء بعد تمامه يجري |
لا تهزئي منّي زينب فما |
|
في ذاك من عجب ولا سحر |
أولم تري لقمان أهلكه |
|
ما اقتأت من سنة ومن شهر |
وبقاء نسر فلمّا انقرضت |
|
أيامه عادت إلى نسر |
ما طال من أبد على لبد |
|
رجعت محورته إلى قصر |
ولقد حلبت الدّهر أشطره |
|
وعلمت ما أتى من الأمر |
وأرّخت العرب بموت هشام بن المغيرة المخزومي لجلالته فيهم ، ولذلك قال الشاعر :
وأصبح بطن مكّة مقشعرّا |
|
كأنّ الأرض ليس بها هشام |
ومات زهير بن أبي سلمى قبل مبعث النّبي صلىاللهعليهوسلم بسنة ، ومات النّابغة قبله فقال زهير لبنيه : رأيت رؤيا وليحدثنّ أمر عظيم ولست أدركه رأيت كأنّي أصعدت إلى السماء حتى إذا كدت أنا لها انقطع السبب ، فهويت فمن أدركه منكم فليدخل فيه فأتى ابنه بحير (١) النبي صلىاللهعليهوسلم وكان زهير يكنى بحير فأسلم وأبى كعب أن يسلم حتى هاجر النّبي صلىاللهعليهوسلم إلى المدينة فقدم وأسلم ، ومدح النّبي صلىاللهعليهوسلم بقصيدته اللّامية واعتذر مما كان فيها.
وروى الزّهري والشّعبي أنّ بني إسماعيل أرّخوا من نار إبراهيم إلى بنائه البيت حين بناه مع إسماعيل فإنّ بني إسماعيل أرّخوا من بنيان البيت إلى تفرق معد ، ثم أرّخوا بشيء إلى موت كعب بن لؤي ، ثم أرّخوا بعام الفيل إلى أن أرّخ عمر بن الخطاب من هجرة النبي صلىاللهعليهوسلم وكان سبب ذلك أنّ أبا موسى كتب إليه أنه يأتينا من قبل أمير المؤمنين كتب ليس لها تاريخ ، فلا ندري على أيّها نعمل.
__________________
(١) في تجريد أسد الغابة بحير بن زهير بن أبي سلمى أخو كعب أسلم قبل أخيه وكلاهما شاعران مجيدان وأبوهما من فحول الشعراء. ١٢ الحسن النعماني.