أحدهما ما نصطلح عليه بمختصر السياق وهو ناقص يبدأ بحرف الحاء ممّن اسمه الحسن ولا يعرف الملخّص وبما أنّه مجهول الهوية فقد ظنّ بعض المحقّقين ومن جملتهم محقق التحبير ومحقّق سير أعلام النبلاء أنّه كتاب السياق نفسه خاصة وأنّه بالقياس إلى المنتخب في كثير من التراجم أكثر تفصيلا لكن وعند مراجعة طبقات السبكي في الكثير من الفقرات المنقولة عن السياق مباشرة يتبيّن لنا أنّ السياق هو أكثر تفصيلا من هذا المختصر إضافة إلى أنّ في المنتخب نفسه كلمات وتراجم كثيرة غير موجودة في المختصر.
والآخر منتخب السياق ويمتاز بأنّه اختصار كامل لكتاب السياق ، وأنّ الّذي قام باختصاره معروف الشخصيّة وأنّه حاو لعدد أكبر من التراجم إضافة إلى حسن ترتيبه.
ومع هذا فإنّ مختصر السياق يمتاز بأمور تزيد من قيمته التراثيّة ولا يمكن الاستغناء عنها ، فهو كتاب أدبي وروائي وتاريخي ورجالي ممّا يعطي الباحث صورة أكثر وضوحا عن الظروف الاجتماعية والحالات الشخصيّة للمترجم طبعا في بعض التراجم بينما المنتخب كتاب رجالي بحت إلّا ما شذّ وندر من الأقوال والأشعار والروايات.
أمّا أصله الّذي اعتمد عليه وانتخب منه ، فلم يشر إليه الصريفيني بقليل ولا كثير سوى إشارة وردت في اواسط الكتاب عند الترجمة ٣٤١ إذ كتب في الهامش : من هنا نقل عن نسخة الصابوني. مما يشعر بأنه كانت لديه نسختان على الأقل. وقد اضاف المنتخب في اواخر الكثير من التراجم : (روى عنه أبو الحسن) يعني المصنّف مما يمكن أن تكون إشارة إلى أنّه في الأصل كانت للمصنّف رواية أو روايات عقيب كل ترجمة أسقطها الصريفيني للاختصار. وقد لا يكتفي الصريفيني بذلك بل يبدي رأيه في الموضوع فمثلا في الرقم ٧١٨ : قال أبو الحسن [يعني المصنّف] وظنّي أنّه [أي المترجم] أجاز لي وروى [المصنّف] عنه إجازة ، ولم يقل [أي المصنّف] إن شاء الله.
ما ينقل عن السياق ولا يوجد في منتخبه :
لم يكتف الصريفيني ولا شقيفه صاحب المختصر بتلخيص الترجمة في حدّ نفسها ، بل تارة يسقطان الترجمة بأسرها وكثيرا ما يحيل المصنّف إلى ترجمة تقدّم موضع ذكرها ولم ترد في المنتخب والمختصر ونحن هنا نذكر قسما منهم على الترتيب على ما عثرنا عليه استطرادا في