قرأت بخط أبي الحسين الرازي ، حدثني أبو الحسين محمد بن أحمد بن غزوان الدّمشقي ، حدّثنا أحمد بن أبي المعالي (١) بن يزيد ، حدّثنا محمّد بن علي بن عتّاب ، حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن الحرشي ، قال : كان علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، وكنيته أبو الحسن ، يجالسنا ، فكنا يوما نتحدث إلى أن ذكرنا [كنى](٢) البهائم فقال لنا علي بن عبد الله : أي شيء كنية الحرذون؟ فقلنا : ما ندري ، فقال : كنيته أبو العميطر ، قال : فلقّبناه بذلك ، فكان يغضب ، فقال لنا شيخ من القدماء : ترون هذا اللقب سيخرجه إلى أمر عظيم.
٦٦٤٠ ـ محمّد بن عبد الرّحمن السّلمي البيروتي
حكى عن محمّد بن عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي.
روى عنه : العبّاس بن الوليد بن مزيد ، ومحمّد بن عقبة بن علقمة البيروتيّان.
أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبد الله ، وأبو نصر غالب بن أحمد بن المسلّم ، قالا : أنبأنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد ، أنبأنا أبو الحسن بن السّمسار ـ إجازة ـ أنبأنا أبو سليمان محمّد عبد الله بن زبر ، أنبأنا أبي ، حدّثنا سعيد بن سهيل بن عبد الرّحمن ، حدّثنا محمّد بن عقبة بن علقمة ، حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن السّلمي وكان من أهل الفضل ، وكان جارا لي ، قال : كان للأوزاعي ابن يقال له محمّد ، قال ابن عقبة : وقد [رأيته](٣) وكان من [أعبد](٤) خلق الله عزوجل ، قال السّلمي : وكان محمّد بن عبد الرّحمن ابن الأوزاعي لي تربا وأخا ، فحدّثني أنه رأى أباه ذات يوم وقد أصبح مسرورا ، فبعث فاشترى رقبة فأعتقها ، قال : فقلت له : يا أبت إنّي رأيت منك في هذا اليوم شيئا ما عهدته فيما مضى ، فقال : ما هو إلّا خير والحمد لله ، فأعدت عليه السؤال ، وألححت عليه ، وهو لا يزيدني على جوابه الأوّل ؛ إلى أن قلت له : أقسمت عليك بالله لما سررتني بسرورك فقال : أنا أخبرك ولا تخبر أحدا ما دمت في الدنيا ، فقلت : نعم ، فقال : رأيت في هذه الليلة فيما يرى النائم كأنّي قد انتهيت إلى باب الجنّة فجاء النبي صلىاللهعليهوسلم وأبو بكر وعمر فعالجوا بابها ، وكان قد زال فردّوه إلى مكانه ثم زال أيضا ، فعالجوه ليردّوه فأقبل عليّ النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : «يا عبد الرّحمن ألا تعيننا على هذا الباب؟» فقلت : بلى يا رسول الله ، فأعنتهم عليه فاستوى.
__________________
(١) كذا بالأصل : «بن أبي المعالى» وفي د : «بن المعالي» وفي «ز» : «بن المعلى».
(٢) زيادة عن د ، و «ز» ، للإيضاح.
(٣) زيادة عن د ، و «ز».
(٤) سقطت من الأصل واستدركت عن د ، و «ز».