ونرجع أجساما صحاحا سليمة |
|
تعارف في الفردوس ما بيننا شك |
سمعت أبا محمّد عبد الله بن علي القصري بدمشق يحكي أنه كان حاضره عند وفاته فأغمي عليه ثم أفاق ، فقال لمن حوله من أصحابه ممن يقرأ عليه : دوموا على ما أنتم عليه فما لقيت إلّا خيرا ، ثمّ مات ، وكانت وفاته في يوم الثلاثاء من عشر ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة وخمسمائة ، ودفن مع أبي الحسن الأشعري في تربته بمشرعة الروايا خارج الكرخ بالجانب الغربي جوار قبر أبي الحسن الباهلي.
٦٧٣٢ ـ محمّد بن عثمان بن إبراهيم بن زرعة بن أبي زرعة بن إبراهيم
أبو زرعة الثقفي مولاهم (١)
قاضي دمشق ومصر ، وكانت داره بدمشق بنواحي باب البريد وقصر الثقفيين.
ولي قضاء مصر في سنة أربع وثمانين في إمرة هارون بن خمارويه بن أحمد بن طولون ، وكان حسن المذهب عفيفا عن الأموال ، شديد التوقف عن انفاذ الحكم ، فأقام قاضيا بها إلى أن صرفه محمّد بن سليمان الكاتب ، الذي ورد مصر من قبل المقتدر بالله لتدبير أمر العساكر المصرية والشامية ، ثم ولي أبو زرعة قضاء دمشق بعد ذلك ، وكان جدّ جدّه إبراهيم يهوديا فأسلم.
روى عنه : أبو عبد الله محمّد بن يوسف الهروي ، والحسن بن حبيب بن عبد الملك الحصائري.
أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ـ بقراءتي عليه ـ عن عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا عليّ بن موسى بن الحسين ، أنبأنا أبو سليمان محمّد بن عبد الله الرّبعي ، ثنا محمّد بن يوسف ، ثنا أبو زرعة القاضي قال : عرض يحيى بن خالد القضاء على عبد الله بن وهب المصري فكتب إليه : إني (٢) لم أكتب العلم أريد أن أحشر به في زمرة القضاة ، ولكني كتبت العلم أريد أن أحشر به في زمرة العلماء.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنبأنا عبد الدائم بن الحسن ـ قراءة ـ عن عبد الوهّاب بن
__________________
(١) ترجمته في الوافي بالوفيات ٤ / ٨٢ وسير أعلام النبلاء ١٤ / ٢٣١ والعبر ٢ / ١٢٣ وطبقات السبكي ٣ / ١٩٦ والنجوم الزاهرة ٣ / ١٨٣.
(٢) بالأصل : «ان» والمثبت عن د ، و «ز».