في تنظيمه لمسألة الضريبة في هذه المنطقة.
إنني أعتقد بأنه لا يوجد أي مسافر أوروبي قد اجتاز المنطقة من (بوشهر) حتى (لنجه). وقد ذكر السكان بأنها قاحلة بدون ماء ، ودائما يسرح فيها اللصوص الشرسون من قبيلة «بهلون» الذين هم من أصل عربي ويقتلون حتى الدراويش. معلومات السكان ذات قيمة للذين هم في أغلب الظن يعلمون ذلك أكثر مني ، وحسب خبرتي أن هذه المعلومات نادرا ما يعوّل عليها ولكن سوف يكون لدينا الكثير عن ذلك الموضوع فيما بعد.
إن أصحاب السفن التجارية هنا قد أقنعوا «ملا حسين» ليعمل كمأمور بالبريد قبل سنتين ، فوظيفته كوكيل تجعل من الضرورة له أن يأتي إلى كل سفينة ، لذلك فإن البريد الخاص بصاحبة الجلالة (أي ملكة بريطانيا أو البريد البريطاني) بدلا من أن يرسل بالقارب بواسطة المسؤول البريطاني ، فإنه يسلم إلى مكتب «الملا حسين».
إن جميع الذين يتوقعون رسائل لهم كانوا متواجدين هنا هم مسئولين للبحث عنها. حيث يقول لهم مسؤول البريد وهو يؤشر عليها : «إنها هناك ـ عليك أن تجدها» ويغطس في حقيبة الرسائل ويقول وهو يصيح «يوجد هنا رسالة إلى «خاجا عبد الله» وعليه أن يدفع ثمانية آنات (١). إذا دفع الثمانية آنس سيستلم «خاجا» رسالته ، ولكن إذا تجرأ وقال بأن الرسالة عليها الطوابع الكافية ، أو إذا ساوم على المبلغ فإنها ستمزّق بسرعة وتلقى جانبا. يحدث هذا وهو يقف في مكتبه وهو يعلن بسذاجة أن هذا هو أفضل نوع من الدخل لمكتب البريد حيث أنه يتقاضى لقاء ذلك مبلغا ضئيلا كمكافأة وهو خمسون روبية شهريا.
__________________
(١) آنه وجمعها آنات : عملة هندية و «مائة آنة» تساوي روبية هندية واحدة ، وكانت تستخدم في منطقة الخليج والإمارات حتى نهاية الستينات.