عند مغادرتنا لبلدة (لنجه) توجهنا إلى (البحرين) وهي أهم مكان لصيد اللؤلؤ. في (البحرين) منازل قليلة واسعة ، تجد بينها بيت واحد في حالة جيدة ، هذا البيت هو بيت الوكيل الإنجليزي ولكن يسكنه الآن مسؤول البريد الفارسي ووكيل السفن.
في المساء ذهبنا لنرى ذلك الرجل ، وقد أخذنا طريقنا بين فنائين بارتفاع عشرون قدما من صدف اللؤلؤ. وصعدنا إلى الغرفة العلوية. فوجدنا ونحن متعجّبين جدا بأن السطح مغطى بالجنود الأتراك في أوضاع مختلفة وتبين بأنهم حراس الضرائب التي أرسلت من حاكم (القطيف) لأخذها بالسفينة إلى (البصرة). بعدها قمنا بتأجير بعض الحمير الكبيرة من (البحرين) حيث بدأنا كخيّالة مرحين خلال الليل في الجو البارد وتحت القمر اللامع. وما قد حدث معنا من ضوء الشمس اللامع إلى ضوء القمر البارد قد ساعدنا فعلا كإضاءة لمسيرتنا.
ذهبنا بطريقة لائقة لمقابلة السيد / بي المسؤول الأول وشكله كالبّحار ، أما «السيد / أف» كان طول سرج حماره لا يزيد عن ستة بوصات لذلك رفض ركوبه وكان عنده يقين بأن حزام السرج يمسك فقط ببعض الأجزاء من ثيابه. ولكن الأمر على كل حال ، لم يكن تحت سيطرته ، وما حدث معه هو بأن السلاسل والحديد والأربطة التي تمثل لجام الحمار قد خرجت من فم الحمار عند ما كان يحاول دفعه ، وكان هذا واضحا وهو يمشي بثبات بجانب الحمار ويضع يده على ظهره الذي كان يكفي من «السيد / بي» الذي كانت سرعته تعتمد حتى الآن على تجاهله للمناقشات المناسبة لعدم فهم حماره.
وبعد دقيقة كنا جميعا نطير مسرعين على طول السهل فقط لنجد بركة ماء. فجأة ظهرت عين ماء قوية من بين أحجار الكلس وكانت مكانا جميلا للاستحمام. عند ما وصلنا إليها كانت مليئة بالنساء والرجال والأطفال الذين