الصخور الضخمة ، بسعادة غامرة تسلقنا هذا الصخر الشديد الإنحدار وعبرنا السهل المنبسط الذي تقطعه المنحنيات الكثيرة. هنا بدأنا نواجه أسرابا غير عادية من الجراد المهاجر ، ولكثافة هذه الحشرات التي كانت تطير في السماء كادت تحجب الشمس عن الأرض كالغيم ، وكانت جميعها من النوع الأحمر الثمين الذي يصلح للأكل.
بالرغم من أن الرجال الذين كانوا في المخيم يزدرون أكل الجراد إلا أنني قد شاهدت «عبد الله» يقوم بعصر المادة الصفراء من الجراد ويأكلها بتلذذ. ويبدو أن جميع الرجال يعتبرون الجراد من أفخر الأطعمة لتقديمه على الطاولة أكثر من أنه مدمر لجميع الزرع ويلتهم بسرعة أي نوع من النباتات التي تغطي المناطق وكذلك الشجيرات في مجرى المياه. أيضا بترحاله المتواصل في هذا الفصل من السنة يأكل الجراد عشب الربيع الأخضر بما فيه الكفاية ولكن عند ما يحل الصيف ويحترق الزرع من الحرارة أعتقد بأنهم سيموتون جوعا. إنني أذكر شيئا مهما قد حصل في بلدة (هنجام) ، لقد كان الجراد يأكل الجراد الميت ليعيش ولكن عند ما يدخل شهر يونيو سوف لا يكون هنا أي جراد في المنطقة.
كان هناك أيضا سربا من طيور الطهبوج وهي من فصيلة الدجاج وكذلك طائر الحجل. وقد قضيت وقتا طويلا في اصطياد طير الطهبوج. وفي الساعة الثانية وخمسة وثلاثون دقيقة مساء وصلنا ثانية إلى نهر (شريفي) الذي يبلغ عرض قاعه حوالي ميلا واحدا. أما مجموعة الضفاف المتكونة من الطين والوحل يبلغ ارتفاع الواحدة منها حوالي ستون قدما. بدا لنا القاع مغطى بالنباتات البحرية ذات الطعم الحلو. ولكن جمال الساحل لا تبالي بالأكل من تك السموم ، لأنها تتغذى على حشائش البامباس ، من ضمن النباتات أيضا كان نبات «سبارتا» وهو نبات ذات أوراق ناعمة وهي أكل مفضّل لدى الجمال وكان متوفرا بكثرة. أما نبات «التراث» الذي يعتبر