بعد ذلك استدعيت زائري. دخل المكان وهو يردد بفخر سلام البلوش الطويل. وقد عرفت شخصية الزائر من بندقيته الطويلة المكسوة بالفضة ، وحافظة سيفه ذلك يدل على أنه شخصية اجتماعية رفيعة المستوى.
وبالرغم من أنه لم يشأ أن يظهر اهتمامه ، إلا أن الدهشة بدت عليه عند ما رأى خيمتي والسجاد المريح ، وأكثر من ذلك حلقة البراميل المثبت فيها أعمدة الخيمة ، وقد كان منبهرا بعظمتنا ، وبكل بساطة كنا لا نجد صعوبة في الرد على أسئلته ، وعند ما سألنا لماذا أتينا إلى هنا كان «إبراهيم» جاهزا للرد عليه. لم يكن تقديم القهوة مقبولا منه بالرغم من أن تقديم القهوة هو دليل على الاحترام ولكنها غير مرغوبة لمرارتها. ولا حتى الغليون المحضّر بتبغ شيراز الجيد لم يكن حارا ليناسب ذوق البلوش الذين يدخنون مثل العرب نوع من التبغ اللّاذع والحاد الرائحة ولا يفضلون النوع الخفيف الطعم.
كانت مهمته تقديم دعوة من «ريس علي» والذي كان مخيمه بعيدا عنا حوالي ميل واحد ، وقد جاء ليرشدني إلى ذلك المخيّم. برغم هذه المفاجأة إلا أنني أكدت له وأنا أحمل الكرة بيدي قائلا : وسوف أفكّر باقتراحه ، ولمّحت له كذلك أنه لم يكن لي من قبل شرف مقابلة الريس بنفسه. ورأيت أنه من الأصلح لي أن يقوم نائبي بالزيارة الأولى ، وهنا أخذه «إبراهيم» خارجا لمناقشة العمل الحقيقي للاجتماع. ملاحظاتي لشخصية مشهورة كهذه كان لها كثيرا من الاعتبار والاهتمام. وقد لا حظت ذلك في مناسبات عديدة ما مدى الفرق بين التأثير على هؤلاء الجهلة من البلوش الذي لا يتسلل إلى نفوسهم وبين أولئك الفارسيين الأكثر مدنية وحضارة.
جاء إبراهيم بعد ذلك ملحا علينا بالذهاب فورا إليهم لأن الأمير