«يوسف» (١) من (جاسك) كان موجودا مع «الريس علي» كذلك كان الأمير «شهداد» شقيق الأمير «يوسف» ، ومع هؤلاء الحكام كان إبراهيم يحاول أن يجعلهم متقاربين ومتحالفين مع بعضهم البعض.
أما بخصوص وجود خطورة عليّ من أهالي «بشكرد» فقد أعاد لي ما ذكره طول الفترة السابقة أن واحدا من بلوش (مكران) الجيّدين يساوي ستة من (الباشكارديين) وأنه مع الرجال الذين معي سوف يحمونني في المناطق بعد هذا الإقليم.
وفي الثانية عشر والنصف حملنا أمتعتنا ورحلنا عبر الصخور لمسافة ميل ونصف في اتجاه الغرب. وفي طريقي كان جلّ اهتمامي مركزا على «تاجو» الذي كان يسير بجوار جملي يقظا لكل ما هو غير عادي ، وكنت أشعر متى كان يريد أن يتحدث إليّ أو يخطرني بشيء ما ، ولما كان يدرك أنني فهمت مقصده كان يحاول أن يلتقط من ذاكرته المشوشة جملا باللغة العربية التي اكتسب منها بعض أجزاء لخمسة أو ستة عشر كلمة (٢).
__________________
(١) هو الأمير يوسف بن داخذا وعمه الأمير «شهداد» بن الأمير حاجي «الكبير» بن الأمير حسين بن الأمير داخذا بن شاهو بن اليشكري بن الأمير جمعة بن الأمير دغار. واستحوذ على قلعة جاشك في تلك الفترة ، وكان على رأس أمراء آل حاجي في صراعهم مع ابن عمهم الأمير عبد النبي (كما ذكر سابقا) في حكم مناطق ساحل (مكران) بعد انتهاء حكم الفترة العمانية في عهد السيد ثويني بن سعيد بن سلطان آل بو سعيد حاكم مسقط وعمان.
(٢) لهجة أهل الباطنة ليست مختلفة كثيرا عن لهجات مناطق عمان الأخرى ومع انتشار واستمرار القبائل العربية مثل المعامرة والحواسنة وآل سعيد من الباطنة في عهد الحكومة العمانية لمكران فلقد انتشرت لهجة أهل الباطنة بالأخص في مناطق ساحل مكران أكثر من أي لهجات مناطق عمان الأخرى ، وأيضا اللهجة السواحيلية للمناطق التي كانت تحكمها عمان في أفريقيا انتشرت بين كثير من تم استقدامهم في شرق أفريقيا سواء في فترة تجارة الرقيق أو بعدها وواضح هذا جليا في الفنون والتراث الشعبي والرقصات المحلية بين البلوش من الأصول الأفريقية.