كان أسلوبه في الحديث صاخبا بشكل ساذج مما يحقر ذلك من نفسه ويحط من قدره ، وعند ما قدمنا له الغليون رفضه لأنه كان رجلا بسيطا ومسنا ولم يفهم أشياء كهذه ، بعدها دار علينا لتقديم طبق به قليل من السكر ، كان يطلب وهو يتظاهر بالتواضع قطعتان من السكر لابنه الصغير وعند ما قدم له زجاجة مليئة بالسكر أخذه فرحا شاكرا. لقد حضر «عبد الله» وقال مستسلما إن الأرض حجرية قوية وإن أوتاد الخيمة لا تدخل بها ، ثم أضاف إنني سأثبت أوتاد خيمة «صاحب» هنا. وفي لحظة جلس على الأرض ووتد الخيمة بين قدميه وبدأ يطرق عليه بحجر متوسط الحجم وسط ضحك واستنكار لطيف من رجالي.
وفي وسط هذا المأزق بسبب وتد الخيمة قام «إبراهيم خميس» بتبختر في مشيته مستخفا وفي يده عنان اللّجام. بعد أن حلّ الجمال لترعى. ثم أخذ إبراهيم «عبد الله» من ذراعه والتقط وتدا ، وبهدوء وضعه في المكان الصحيح وقال ل «عبد الله» أن يضرب ، أمسك «عبد الله» بمطرقة وأخذ يقيس المسافة بحذر حتى الضربة الثامنة التي بها كان الوتد قد طمر تماما. وما يزال «إبراهيم» يستخف ب «عبد الله» حتى كانت جميع الأوتاد قد ثبتت بنفس الطريقة. أما الحبال فقد ربطها فريق آخر من الأشخاص بعد أن طلب منهم ذلك «إبراهيم» دون اكتراث.
إن «الجمعدار إبراهيم» رجل طيب ، ولكنه طويل جدا لذلك لا يستعمل إلا مطرقة خاصة ذات مقبض الطويل وإلا فإنه ينحني عند كل ضربة. عند ما تنظر إلى إبراهيم الصغير وهو يضرب الوتد ستعتقد أنه بكل بساطة يهز المطرقة حول رأسه. وإنه لا يوقفها أبدا. وحين يفرغ من عمله بتثبيت الأوتاد للخيمة بهذه المطرقة التي بمهارة يلفها عاليا حيث أنني أحيانا قد رأيت بعض أوتاد الخيمة التي كان طولها ثلاثة أقدام وهي تطير في الهواء بارتفاع من خمسة عشر إلى ثمانية عشر