للوصول إلى هنا ، حيث لا يوجد سوى طريقين لتسلكها الجياد. كان خادمه مريضا بالحمى ، وهو نفسه يعاني من ألم في أسنانه منذ ثلاثة أسابيع. وفي اللحظة التي كان يريني فيها فمه ، الذي بدا متورما للغاية ، سمعنا بالخارج صوت مدقّة وهاون حيث كان «غلام شاه» يطحن القهوة ثم جاء وقال مداعبا «سيدي قد حضّرت القهوة» ، لقد أفرحنا قلب الزائر حين قدمنا له المزيد من القهوة.
في المساء كان «الريس» يدخل إلى خيمتي بسرية تامة وبصحبته الرجل ذو الأذن اللؤلؤية الذي علمت فيما بعد أنه متزوج من شقيقة الريس. يبدو أن زيارة الريس هي زيارة عمل. وبعد أن قدّمنا الشاي والغليون وبالمناسبة إن الشاي والغليون هما الشيئان الوحيدان المتوفران في هذه البلدة ، عرضت احتياجاتي فيما يتعلق بإرشادي إلى (أنغوران) وما ستكون عليه من حيث صلاحيتها للجمال وحسب ما سمعت بأنها قد تكون أنسب للحمير التي في هذه الحال عليّ أن أدفع فيها جيدا.
إن «الريس» لم يعد بالرجل المازح ذلك المساء ، ولكنه بدا رجلا فطنا وهو يتكلم بصوت مؤثر وسريع وواضعا يده على ذراعي ، وبسرعة جاوبني قائلا : (واجا) إنني لا أعرف من أنت أو من أين أتيت. ربما تكون كما قلت لي «فرنجيا» ذاهبا فقط بزيارة إلى حاكم (كرمان) ، أو ربما وكيلا لحكومة «الفرنج» التي سبق لي أن سمعت عنها ، قادما لهدف ما ، أو كذلك ربما تكون رسولا من مسقط لما سمعت عنك بأنك ربما تكون عربيا. هذا وبرغم أنني لا أعرف من تكون ولكنك ستكون في مأمن واطمئنان حتى تصل لغايتك في (أنغوران).
حتى الآن جميع الأمور تسير على ما يرام مع إعلاني الصريح له بعرفاني بالجميل. مصادفة قام «إبراهيم» بوضع علبة تنك مع بارود البنادق في يد مرافقه. بعد ذلك سألت عن الطرق إلى (أنغوران) ، وكان جوابه