وجدنا قطيعا آخرا من اثنا عشر من أغنام الجبل. كان منظر هذه القطعان جميلا للغاية بشعرهم البني الأصفر اللون ، وكانت لديّ نزعة تقودني للصيد في ذلك الوقت ولكن هذا يتطلب ترتيب ما ، ولم تكن بندقيتي معي.
في الساعة الرابعة كنا نأخذ طريقنا أعلى هوة عميقة ، وكانت جوانبها جميلة بلونها الأزرق والأرجواني المعّرق بالأبيض المرمري. بعد ذلك عبرنا وادي صغير والذي كان فيه بقايا ثلاثين أو أربعين كوخا من عيدان النخيل ، وهنا أخبرنا «بيرو» بأن هذا المكان كان معسكر لجيش «الريس» عند ما كانت الحرب قائمة للإستيلاء على (أنغوران). بعد ذلك وصلنا إلى تلال من الطين تدعى (بير جمال) وهو اسم عربي بلا شك ولكن «بيرو» لا يعترف بذلك وفي أعلى قمة بها كان «الباروميتر» يؤشر على علوّ ٠٧١ ، ٤ قدم. لقد بدأت الآن تظلم بسرعة ، وقد اكتشف «بيرو» بسرعته المميّزة طبيعة «جازو» السهلة فأعطاه حمارا ليمتطيه وهو يناديه للعجلة. أما «جازو» المسكين فإنه يجاهد في معظم الأوقات لتحميل الأوزان على جانبي الحمار بالقرب من ذيله وهو يناجي نفسه بطريقته الغربية قائلا : «آه ، لو كان «تاجو» و «علي شاه» هنا لرأيا لو جزءا صغيرا من هذه الرفاهية التي أعيشها ، وعندها سأكون سعيدا».
«تاجو» و «علي شاه» كانا يسخران من «جازو» ، ولكنهما سيكونان أيضا موضع سخرية منه لو أنهما كانا هناك وواجها نفس المأزق مع حمار منهك ، وليل مظلم وطريق مليء بالعقبات ، فإنه كان سيضحك عليهم. إن الحمار كان كحمير (باشكارد) نشيطا على التلال ويشبه تيس الجبل ، ولكنه يصبح مرهقا وجائعا بسرعة.
عند ما اقترب الليل ، كنا مرعوبين من حادثة حصلت كانت من الممكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة وخطيرة بينما أشق طريقي إلى أسفل الهوّة قريبا من «بيرو» وفجأة بدا طائرا في الهواء وهو يصرخ بشدة. عندها