سمعت فحيحا يشبه صوت الأفعى في مكان ما قريب أمامي ، ولكنني لم أجرؤ أن أحدده بنفسي ، وصاح «بيرو» «ثعبان» .. عندئذ رميت نفسي في الهواء ووقعت مصطدما ب «جازو» وأخذنا نحن الاثنين ننزلق ونزحف إلى أسفل في المكان الذي منه سمعت صوت الفحيح ، وجاء «بيرو» لينقذنا وقبل أن نتمكن من الوقوف على أقدامنا رأيناه وهو يلوّح منتصرا على ذلك الثعبان الذي دق رأسه وهو مشوه وممزق.
بعد أن تعاركنا مع كلاب متوحشة ، وجدنا مدخلا ، حيث كانت الحيطان والأبواب مصنوعة من حصير ممزق ، وقد كان صعب علينا أن نتحقق في الظلام أي منها الحيطان وأي منها الأبواب ، وقد تخبطنا تخبطا شديدا وسلكنا أماكنا خاطئة قبل أن نسمع من الداخل صوتا فظا أجشّ يشعرنا بما ارتكبناه. عند ما وصلنا كانت والدة العائلة تحضّر العشاء وتخبز الخبز بدون خميرة على بلاط عريض ناعم. وكان هناك ثلاث بنات صغيرات وثلاث أولاد يشاهدون تلك العملية باهتمام بالغ. وحيما حضر قريب للعائلة رجل ضخم الجثة كالغوريلا ووجهه عريض مألوف ، وقد كحّل رموش عينيه بالأسيمون ويرتدي بشكل عام ملابس خاصة للعشاء. أما الوالد وولديه الاثنين فكانا يلبسان تنورة بسيطة تشبه تلك التي يرتديها الرجال الأسكتلانديون ، بينما كل واحد منهم كان يضع على كتفه شالا من القطن الخشن ، إنهم يضعونه على أكتافهم بطريقة سهلة ؛ لتظهره بمظهر لائق ومتناسق.
لقد قوبلنا بالترحيب الحار عند ما شرح «بيرو» من نحن. عندها قامت الأم العجوز بعصر كمية غزيرة من «الگيه» (شراب يشبه الزبدة عندنا). وكان الولد الصغير قد جلس محاولا بعودة الحصول على التمر من الكتلة التي في السلة. في هذه اللحظة قال جعفر العجوز إلى «بيرو» : «إن الواجا يعلم بدون شك أننا نرحب به لمشاركتنا طعامنا ولكنه يعلم أيضا أنه طعام