ذلك وبلهجة ساخرة قلت ل «بيرو» «ألا تعتقد أنه كان من الأفضل أن نجلب الحمار إلى هنا أيضا؟ فقال «لا» أعتقد من الأفضل له أن يبقى مكانه». لقد قضينا تلك الليلة بطريقة ما متعبة وكان عليّ أن أنهض وأقوم بربط قدمي «جازو» في الحائط لأنه كان مهملا معهم بشكل مخيف ، ولو لم تخطر هذه الفكرة برأسي ، لكان من الممكن أن يطلع عينا الصباح ونحن موتى ، كذلك الأغنام أكلت قماش ياقة معطفي.
عند ما نهضت من النوم وجدت أن الأم العجوز قد قامت بتحضير كتل من الخبز أكثر ، وكان الهواء الصباحي المشبع بالضباب يدخل إلينا من الباب المفتوح ، حيث ظهرت أمامنا حوالي عشرون من الأغنام الكبيرة التي أطلقت الآن فقط من الزريبة وأتت لترى صغارها. وبينما كنا نتسلى بمراقبة الماعز ، ظهرت الطفلة الصغيرة وقد جلست في الممر المؤدي إلى الباب ، ولم يكن طولها أكثر من ثلاثة أقدام ، ممتلئة الجسم ، نشيطة وهي تمدّ يديها لتتفقد جديا أكثر من ثلاثة أقدام ، ممتلئة الجسم ، فما كان من أخيها في هذه اللحظة إلا أن خرج عليها للتوقف عن لمسه.
إن حب الوالدان لصغار الماعز كان شيئا جميلا ، فهما غالبا ، قبل أن يطلقاها لتذهب كانا يقومان بحملها ويقبلاها في أنفها الأفطس بشكل وديّ للغاية. إن الأيام التي قضيناها في هذا المكان لا تنسى ، لما كان يسوده من جو طبيعي مفعم بالمحبة والصدق. في الساعة السابعة صباحا أخذت أتمشى وأتنزه مستمتعا بذلك الهواء الصباحي ومنظر الصخور الخلابة.
مخيّم الأمس كان عبارة عن قرية صغيرة مكوّنة من ستة أكواخ من الحصير وقد أقيم كالعادة على حوض مجرى الماء. الأكواخ والسكان كانت جميعا ملك «الريس» ، وقد بدت عليهم علامات الضى والسعادة.
طريقنا اليوم كان نزولا لقاع سيل جارف. وبعد سير نشط ، في تمام