السيول والجداول هنا واضحة جدا وفي كل مكان. في بعض الأحيان يجري جدول الماء بشكل واضح باتجاه الأودية ، بينما الآن في أماكن أخرى يظهر غدير صغير وهو يندفع عبر صخور صلبة نحو طريق عرضها حوالي ربع ميل. بينما بالنسبة لنهر (شريفي) كنا قد سيرنا به ، فإنه يجري من خلال طين متراكم مختلط بالحصى مشكلا قاعا بعرض ميل تقريبا وبعمق يتراوح ما بين ٦٠ و ١٠٠ قدم.
ربما يمكن القول بأن هذه الأنهار لها فوائد عند ما تفيض أثناء موسم الأمطار. وقد يمثل (تانجي فانوس) الذي ذكر في جزء سابق ، ومثله نهر (جغين) الذي أوضح لنا الطريق في الساحل عبر الحزام الجبلي. قد مثلا لنا حالات هذه الأنهار. ومرة علاقة سابقة لارتفاع مياهها الفائضة فإنها تشير إلى علو خمسة عشر قدما أكثر من مستواها في فصل الصيف ، كما جرى بالنسبة لنهر (جغين) الذي بأنفسنا قد شاهدنا فيضاناته هذه. ولكن في حالات عديدة أخرى مثل نهر (شريفي) و (غازشيري) (بشجر الطرفاء اللذيذ) والجدولين الآخرين اللذين يلتقيان عند (أنغوران) فإن عمليات الزراعة تقام في قاع هذه الأنهار مرورا حتى حافة القناة. وقد يبدو ذلك إما بسبب سقوط أمطار هائلة في أوقات سابقة وإما أن منافذ أو جداول المياه التي تصب في البحر الآن لم تكن دائما مفتوحة.
وللوهلة الأولى يبدو لنا أن المياه كانت في الأصل تتحول أو تقطع «فمثلا» القاع الضخم لنهر (شريفي) لم يبق على حاله بعد أن تمّ تحويله لقناة أخرى ؛ لأنه من الصعب جدا للمياه المحوّلة في هذه البلدة ابتداء من منطقة (رابش) على خط طول ٥٩ درجة و ٢٥ إنش شرقا حتى نهر (ميناب) على خط طول ٥٧ درجة و ٥ إنش شرقا ، ولو حتى أنها تضاعفت لعشر مرات أكثر لتعوّض ضياع المياه عند اختراقها مساحات الرمال من الحزام الجبلي نزولا للبحر ، فإنه من الصعب عليها ملء قاع نهر (شريفي).