لقد حان الوقت الآن لمتابعة المسير لأن الشمس الآن قد تجاوزت منتصف النهار ، وقد قررت الرجوع إلى (بيزك) وسلوك طريق جديد اسمه (طريق سارداشت) ، وقد يبدو هناك صعوبات سنواجهها لأنني لا أعرف شيئا عن هذا الطريق غير اسمه. لذلك احتج «بيرو» بشدة حيث أنه لا يوجد أي طريق كهذا ، وأن أي انحراف عن مسار الطريق الذي وصلنا إليه سيقودنا إلى بلد ليس به ماء ولا سكان إلا «الشياطين» وإذا كان علينا أن ننجو من هذه المخلوقات فإنه من الافضل مواجهة المصير الذي ينتظرنا وهو الوقوع في قبضة يد «الّاهرسون» الذي سيسلبني ويقتلني «بأسلوبه الفظ».
وقد تبين بعد استجوابات كثيرة لمراحل في حياة «بيرو» بأنه كان متزوجا إبنة تلك العائلة وبعد ذلك إما أن لم يتمكن أو لم يرغب بوضع مؤخر الصداق لذلك فقد حقد عليه والدها مطالبا باستردادها ومن ثم مطاردة «بيرو».
هذا ربما كان بداية العداء بينهما ، وقد يتولى ذلك إذا ما نجح هؤلاء في قتل «بيرو» عندئذ ستبدأ عائلة «بيرو» بالبحث عن قاتله ، ويستمر ذلك حتى يصبح الوضع خطيرا للغاية فتطرح حينها المحادثات التمهيدية لدفع مبلغ إضافي.
وهذا النوع من الزواج لم يكن يعتبر بالزواج الغير عادي كما حصل لشقيق «غلام شاه» الذي كان لا بد من تركه. هناك في (جاسك) لأنه لا يستطيع الدخول إلى (بشكرد) والسبب في ذلك أنه عند ما تزوج من امرأة من «بيزك» دفع لها كامل المهر ، ولكن عند ما غادر (بيزك) إلى الساحل طلب منها أن تتبعه ، غير أنها رفضت ذلك لعدم رغبتها في البعد عن أصدقائها ؛ لذلك فقد طلب شقيقها «غلام شاه» إعادة المبلغ الذي دفعه للزواج من المرأة. ولكن كرد على ذلك فقد طالبه أصدقائها بالرجوع إلى (بيزك) والعيش هناك.