لقد تابعنا سيرنا ببطء على الطريق بعد أن وعدنا المحصل بأن يعلن عن وصولنا لحاكم (كرمان). بعد ذلك بقليل حوّلنا سيرنا عن النهر ودخلنا وادي طويل مليء بالطين الملحي الذي أراح أقدامنا بعد تسلقنا على الصخور بشكل مستمر.
في الساعة الرابعة وخمس وعشرون دقيقة مساء عبرنا معبرا ل (بيربولند) حيث كان مؤشر البوصلة قد وصل إلى ٨٢٠ ، ١ قدما. وفي حوالي الساعة ٥٥ ، ٤ مساء وصلنا للسفح وحضّرنا أنفسنا للتخييم وخيم الليل بسرعة فجلسنا في واد صغير وأشعلنا النار في ثلاث أو أربع شجيرات طويلة. وعلى ضوء وهج النار قمنا بتقطيع كمية من الحشائش للحمارين وجمعنا حطب الوقود. وأخيرا تناولنا وجبة لذيذة من الطعام مكونة من الشاي والخبز والتمر ، ثم غفونا بالقرب جانب من النار تحت سماء جميلة مليئة بالنجوم.
إنني مازلت أتذكر حتى الآن تلك الليلة الجميلة الهادئة التي لم أنم أثنائها ، وقد انشغلت لمرتين أو ثلاث في ترديد ال» G.B.O «القديمة. عموما لم يكن الرجال جميعا هادئين كما بدوا لي وعند ما خفّ وهج النار ، وبدأت الحمير التي كانت مربوطة قربها غير مستريحة ونهقت بشكل مريب ، عموما بعد ذلك بدأ الإرهاق يغمرني للغاية فنمت نوم شخص منهك ومتعب. وفجأة ظهر لي بين سواد الشجيرات المحترقة ابتسامة عريضة ومخالب ضبع عجوز ، فصحت ليبعدوه عني ، ولكن تدريجيا ظهرت أكتافه وجسمه وتقدم نحوي مباشرة بفمه المخيف المفتوح مكشرا عن أنيابه كما هو معتاد لمثل هذا الحيوان. وبغضب سحبت عودا محترقا جزئيا من النار وقذفتها عليه ولكن فوجئت عند ما اختفى العود بمجرد أن رميته صوب الحيوان الذي أكمل اقترابه مني. وما أن نظرت مندهشا حتى وجدت ضبعا آخرا قريبا جدا خلفي وتلاه واحد آخر وفجأة ازدادت هذه