رفقاؤنا الجدد في الرحلة :
ربما نحتاج إلى بعض الشرح مع رفقاء الرحلة في الطريق ، أولا فيما يتعلق بتأجير الجمال ، إن الرجل المتكلم في هذه الصفقة اسمه «شوكاري» تلفظ هنا كاللغة الإنجليزية «شوجاري» وقد أنكر أية فوائد في الجمال ، وذكر لنا أن سبب حضوره هو تكليف من «الواجه» (١) له بهذه المهمة ، وقد زودنا بثلاثة جمال ممتازة ، وقد حصل عليها بعد جهد ، كذلك الموافقة على مصاحبتهم مع مالكي الجمال لعمل صفقة معي ؛ لأن الرجلان صاحبي الجمال كانا خائفين من «الفرنجي» أي الأجنبي ، وقد ذكر بأن الرجلين هما أشقاءه ، وهو يفضل أن تنطق الكلمة الفارسية (سرد) ك (سوارت) وتعني خفير.
إن «عبد الله» هو صاحب الجملين المذكورين. كان رجلا قصيرا ممتلأ شجاعا وقويا ذو أنف صغير وعينان سوداوان لامعتان ، وطريقة حديثه كانت متحمسة وعنيفة. أما صاحب الجمل الصغير الذي كان عمره ٣ سنوات اسمه «بارجة» ، رجل طويل قوي ووسيم ، ذو لحية بنيّة. وكلمة «بارجة» باللغة الفارسية تعني وسيم .. «بارجة» هو الأخ الأكبر ل «عبد الله» ، وإنه لمن الممتع أن ترى «عبد الله» وهو ملتف حول نفسه بغطاء رأسه ويرقد أرضا وهو ينادي على «بارجة» ليغطيه من جميع الأطراف ببطانية.
رياح الشمال :
بدأنا السير ضد رياح الشمال القاسية ، «عبد الله» و «بارجة» يمتطيان الجمل الكبير ويتبعاني و «جلال» ، وكانت رائحة الجمل الذي أمتطيه عفنة ،
__________________
(١) الواجه : وتنطق لكبار القوم من قبائل البلوش في هذه المناطق ، ويقال أن أصلها قدمت مع قبائل الرند من الشام وتعني (الوجيه).