ياردة من قدمي وهو يمدّ رقبته على الأرض مستسلما للنوم. وكانت الدماء تسيل من أنفه مكان عقدة اللجام ، والحبل يمر من فتحة أنفه ؛ لذلك لم يتمكن من النهوض بغير أن يرفع أنفه لثلاث بوصات ، أما «الواجه» فقد ذهب للنوم ثانية ، أما «جلال» فقد رقد تحت ظل شجرة خضراء كبيرة. وقد كان الرجال يقولون أنهم ليسوا خائفين على أنفسهم ولكنهم خائفين على الجمال الصغيرة ، إلا أنه لم يراودني هذا الشعور حينها.
في صباح اليوم التالي كان الجوّ غائما شديد البرودة ، والريح قوية تهب من الجهة الشمالية. فقد أكّد الرجال أنه من المستحيل أن نتقدم ، إلا أنهم بدأوا بالمسير بعد أن وزعت الأغطية عليهم وحثيتهم على النهوض. وبعد خمسة أميال قضينا بعض الوقت نمشي في الماء وبعض الأحيان على الضفاف الرملية. الآن وصلنا تقريبا إلى مدخل جيري وكانت هناك صخرة حمراء ضخمة وبركة كبيرة وعميقة. وبعد حوالي ثلاثة أميال إلى الأمام من (كيلات ايذانجي) كانت هناك جبال وصخور غاية في الجمال من كل حجم وقياس ولون يمكن أن تتصوره.
إنه من الصحيح بهذه المناسبة إذا ذكرت بأن كل شيء كان رطبا من المطر وليس هناك سوى اللون الأسود ، إلا أنني قد اكتشفت أن الألوان الرئيسية في هذا المدخل العجيب كانت الأحمر اللامع ، والقرمزي ، والأبيض ، والأرجواني والفولاذي. كما أن جميع درجات اللون الأخضر من الغامق إلى الزمردي وأكسيد الحديد تعطي جميع ألوان الأحمر من اللون الفاتح إلى القرمزي ، والرصاص يعطي جميع ألوان الأصفر ، والنحاس يعطي جميع ألوان الأخضر ، والحجر الجيري عديم اللون يعطي لون الثلج الأبيض.
نجلس الآن في أحد المنازل ؛ حيث أعرف تماما بأن درجة الحرارة سترتفع بعد قليل إلى ١١٠ درجة. وإنه لمن المستغرب بأنني لم أحضر معي عيّنات ولا حتى خرائط لاستكمال مذكراتي ، وقد شعرت بأن يداي