طويلة ونحيفة وذات لون رمادي على ظهرها.
ثم أكملنا سيرنا تحت حائط عال من الصخور الأرجوانية وهو جزء من العمود الفقري ل (باندي نيلاج) وتظهر للعيان من خلال الممر. وعند ما اتجهنا إلى اليمين نحو الضفة ، كانت هناك أشجار النخيل في (بنوج). وبعد أن قطعنا ميلا كانت هناك على الجانب الأيمن بقايا قلعة ، وقد ذكر لنا بأنها قد هدمت من قبل الأفغان. وفي مقابل الشمال كان على يسارنا رافدا لنهر (بنت) بحوالي ربع حجمه وضفة شديدة الانحدار فيها قلعة من الطين ، وعلى الجبل أكواخ من القش تشبه مخازن القمح الإنجليزية. وكان كل قدم بين الأكواخ فيه عيدان الأرز ، وجذور الحشائش لاستعماله كسماد للحيوانات. وبسبب غياب «شاكر خان» دلّنا خادم «الأمير حاجي» على أحد منازل سيّده الذي كان خاليا ودافئا وبكل معنى الكلمة كان نظيفا. وبعد أن شعرنا بالاستقرار فرشنا السجاد وكنا باستقبال حوالي مائة شخص من الأرستقراطيين ، بعضهم يتمتع بأخلاق جيدة وبعضهم لا ..
«أدوين بيرس» الذي يدرس لغة البلوش ، كان دائما يذكر الصعوبات التي واجهته لاقناع السكان بأنه يفهم ويتكلم لغتهم. إنني أيضا قد مررت بتلك الصعوبات ولكن كان هذا في بداية رحلتي عند إبداء الرأي الذي كان يجبرني عند شرحه أن أعززه بلغة البلوش.
ومع ذلك فإن الحالة الآن تختلف بالنسبة ل «جلال» الذي قال : «إنه لا يرغب في أن يوجهوا أية كلمة لي فيما يخص ملاحظاتهم عني التي أبدوها بحرّية». وعند ما كنت أظهر لهم أي إعجاب من جانبي كانوا يتهامسون بكلمات .. «هو يفهم ذلك الآن» ، أيضا هم لا يصدقون أن ملابسي وحذائي الكبير الحجم قد اشتريته من (كرمان) المكان الذي يتكلم عنه السكان كثيرا كما يتكلم الإنجليز عن لندن.