لقد قدّم لنا «شاكر خان» عشاء فاخرا. وقمت بدوري بدعوة ابنه الأكبر أيضا للعشاء معي ، وكان ولدا خجولا يلبس رداء من شعر الماعز مطّرزا ومزخرفا بالحرير وهو شعار الملوك ، كذلك كان يرتدي سروالا حريريا قرمزي اللّون ، وعند ما سألت عن عمره قال صديقه إنهم لا يعرفون عمره ورجعوا إليّ لتخمينه ، وحسب تقديري فقد أعطيته عمرا لعشرة سنوات ، فتعجبوا واعتبروا أن تخميني هذا إثباتا ودليلا على أن الإفرنج يعلمون كل شيئ.
كانت المنازل هنا بعضها مستطيل والآخر دائري وبعضها من طابقين ، الجدران قوية بنيت من الطين القوي الأزرق. وفي الحالة التي تتطلب أن يكون المنزل مستطيلا ، فإن جذوع أشجار النخيل توضع بالعرض وتغطي أولا بالحصير ، وبعد ذلك بالطين. ولكن الأكواخ المستديرة هي الأفضل ؛ لأن جدرانها ترتفع إلى اثنتي عشر قدما ، والسقف مبني من عيدان شجر التمر المغطى بالحصير وورق البيش وهو (القش).
المؤذن هنا رجل عملي من نوع خاص. فبدلا من أن يحثّ رعايا المسجد والمصلين للقيام بالصلاة ، كان يستعرضها في الطرق وهو يصيح «بره نماز» وتعني «اذهبوا للصلاة» وقد قدّم لي «مراد خان» هدية عبارة عن قطعة قماش بنية اللون من «ديزاك».
صباح اليوم التالي كان شديد البرودة ، وقد رأينا حوالي عشرين رجلا وطفلا على الحمير وكان معهم أكياسا كبيرة من الحصير يجلبون فيها الحشائش وجذور النباتات كسماد للحيوانات وكذلك كوقود للنار ، هذا هو آخر شيئ رأيناه من الحمير التي أستوردت من عمان.
في نفس الوقت عبرنا (بيادلدولي علي) وكانت هناك سلسلة من الدوائر بقطر ياردة تقريبا وقد قيل بأنها علامات على الأرض وهي آثار أقدام فرس