كذلك رأيت نصا لا تينيا لم أستطع أن أتبين منه غير كلمتين هما.FABIP.CVM وهناك كوى صغرى فى أجزاء أخرى من صخور هذا المحجر ، وعليها رسم القرص المجنح ، ولكنى لم أر نصوصا إلا على الكوة السابقة.
وبعد أربع ساعات ونصف مررنا بوادى حديد ، ويقع تجاهه على البر الشرقى وادى سهراب وهنا يقوم على تل صخرى عمود منفرد ، تخلف وحده من معبد صغير انتشرت خرائبه فى المكان. وقد نحتت فى سفح النيل مقابر صغيرة عديدة تشير أكوام الأنقاض إلى موضع مدينة قديمة. وبعد خمس ساعات وصلنا جعرة ، والوادى منها إلى طافية جيد الزرع. وبعد خمس ساعات ونصف وصلنا دهميت حيث ينتهى وادى أمبر كاب. ودهميت شرق أزكى زرعا من دهميت غرب. وهنا يجد المرء أساس بناء مربع صغير مشيد بالأحجار الضخمة ، وحائطا سميكا من اللبن يمتد موازيا للتلال ومجرى النيل مسافة خمسين ياردة ، ولعله أقيم حاجزا يصد رمال الصحراء وبعد ست ساعات ونصف وصلنا مريس ، وتقع تجاهها على البر الشرقى قرية السيالة. وفى النهر هنا جزيرة عليها أطلال أبنية من الآجر. والصخور هنا من الجرانيت ، وتظل كذلك طوال الطريق إلى أسوان. ويقع الطريق من السيالة على سهل رملى فيه تلال منعزلة من الجرانيت تفصله عن النهر. وعلى الضفة الشرقية إلى الشمال من السياله تقع قرية عبدون. وعلى سبع ساعات ونصف تقوم دبود ، وتتألف من عدة قرى قائمة على ضفتى النهر. وعلى سبع ساعات وثلاثة أرباع الساعة يقوم تل مشرف على الشاطىء ، هو جزء من وادى دبود ، وعليه أطلال مدينة غربية بيوتها من الآجر ، ويبدو أنها كانت بيوتا رحبة حسنة البناء. وفى النهر عدة جسور جرانيتية كبيرة. وحططنا عند تجع لنقضى الليل بعد أن سرنا ثمانى ساعات فى يومنا هذا. وقد مكث المماليك فى هذه النواحى شهورا حتى أكرههم زحف إبراهيم بك على التقهقر ، وقد عزّ العلف فى أثناء إقامتهم فاضطروا إلى إطعام جمالهم بسعف النخل ، فجردوا النخل كله من سعفه ، من هذه البقعة حتى وادى حلفا جنوبا ، وهكذا حرم النوبيون محصول نخلهم سنة كاملة.